الاثنين، 4 فبراير 2013

أخطار اليورانيوم المشع المهندس عبد اللطيف زرنه جي

Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA MicrosoftInternetExplorer4

نتائج اختبارات البروفيسور الدكتور العقيد ( عاصف دراكوفيتش) :

    ملخص عن سيرته الذاتية :
- ولد عام /1940/ في كرواتيا.
- تخرج من كلية الطب عام/1962/ .
- حصل على/48/ شهادة علمية ، منهم /4/ شهادات دكتوراه  في الطب والفيزياء والكيمياء والعلوم من جامعات كرواتية، بريطانية ، كندية ، أمريكية.
-                  شارك في تأليف /17/ كتاباً .
-                  يتقن ويعرف عشرة لغات منها اللغة العربية الفصحى .
-                   عمل أستاذاً ورئيس لقسم الطب النووي في جامعات أمريكية عديدة ، منها جامعة ( جورج تاون) في 
          واشنطن .
-                  شغل منصب رئيس قسم الطب النووي التجريبي في معهد أبحاث الأشعة التابع لوزارة الدفاع البنتاغون .
-                  كان رئيس الفريق الطبي الذي أوفد إلى موقع الأبحاث النووية السوفيتية في ( كازاخستان) عام1988.
-                  سرح من الجيش الأمريكي برتبة عميد عام /1997/ لاهتمامه الزائد في أصابت الجنود الأمريكيين 
        بالأشعة في حرب الخليج عام /1991/ .
-                  عضو فاعل في /18/ هيئة علمية و/9/ هيئات خيرية .له أكثر من /118/ بحث علمي في مجالات
         متنوعة.
-                  نشر له/72/ مقالاً .
أجرت محطة الجزيرة معه لقاءً في برنامج بلا حدود يوم الأربعاء في /12/5/2003 حول الأمراض الجديدة التي سببتها الأسلحة المستخدمة في أفغانستان . عرض في هذا البرنامج نتائج أبحاثه واختباراته في أفغانستان . حيث قال : عندما اكتشفنا آثار مرض حرب الخليج عام /1991/ من خلال الدراسة لحالات عشرات المرضى من الجنود الأميركيين الذين عادوا  من الخليج إلى الولايات المتحدة . فقد وجدت الكثير من الصعوبات في كشف أسرار المرض والأسباب التي تقف وراءه منها فقدان بعض العينات التحليلية واختفائها من المخابر أو فصل الأطباء الذين كانوا يتعاونون معي . برغم ذلك توصلت إلى أن هذه الأمراض كانت بسبب الأسلحة التي استخدمت في العراق . وأنها كانت كارثية بكل معنى الكلمة . وأضاف أنه بعد حرب أفغانستان أرسلت عام/2001و2002/ فريقين من معهد مركز الأبحاث اليورانيوم الطبية.حيث قام الفريقان بأخذ الكثير من العينات وتحليلها من عدة مناطق مثل:كابول-جلال آباد-تورا بورا- مزار الشريف-بيبي مهرز(ماهرو).أثبتت الدراسات والتحاليل الأولية المبدئية بأنه لا يوجد يورانيوم مستنفد في أفغانستان. ولكن تم بعد ذلك إجراء تحاليل جديدة أخرى فتبين أن التلوث في أفغانستان شاملاً كلٍ من الناس والتربة والماء والهواء بفعل يورانيوم من نوع آخر يشبه تركيب اليورانيوم الطبيعي مضافاً عليه يورانيوم مصنع وبالتالي يمكن تسميته باليورانيوم غير المستنفد وهو أشد خطورة بكثير من اليورانيوم المستنفد. ومن خلال فحص المرضى تبين أنهم ملوثون بنسب عالية من هذا اليورانيوم. التحاليل شملت أربعة أنواع من اليورانيوم هي :
اليورانيوم (U-238,U-235,U-238,U-236) علماً بأن اليورانيوم (U-236)غير موجود في الطبيعة ولكن يمكن أن يصنع بالمفاعلات .إن استخدام مثل هذا اليورانيوم خطير جداً إذ عندما يصيب الهدف ترتفع حرارة الهدف كثيراً فيتبخر اليورانيوم ومعادن الهدف التي يمكن أن تصبح مشعة وتنتشر عبر الغبار في الهواء وعندما يتنفسه الإنسان يدخل إلى الرئتين ومنها إلى الدم حيث يتفاعل مع كل خلايا الجسم البشري، لأن الدم يصل لكل الخلايا.كما تبين وجود تركيز كبير مكثف في البول البشري نتيجة استهلاك الماء الذي يحوي على كميات كبيرة من هذا النوع من اليورانيوم غير المستنفد. برغم إن الآثار السامة معروفة منذ /200/ سنة لكن تأثيره بدأ يتضح اليوم أكثر. إن الأماكن التي تعرضت للقصف أصبحت غير صالحة للحياة ، وستتأثر بها الأجيال القادمة أكثر. قام الفريقان بجمع عينات من خمسة مناطق متفرقة كما تم ذكره. وتم فصل المرضى إلى نوعين. المرضى بدون أية أعراض على حدة والمرضى بأعراض على حدة أيضاً وأغلب الظن انهم جميعاً سيصابون بالسرطان قريباً لأن المياه ملوثة كثيراً. كما تم أخذ عينات من المناطق التي تعرضت للقصف وأخرى من المناطق التي لم تتعرض للقصف فتبين هناك فرق كبير بين عدد المصابين . أظهرت التحاليل النتائج التالية :
-  تلوث البول البشري باليورانيوم :
   أظهرت نتائج الأبحاث أن مستوى اليورانيوم المسموح به في أمريكا 11.8 نانوغرام/ ليتر وفي إنكلترا 8 نانو غرام وفي أفغانستان/9.4/ نانو غرام وهي نسبة عادية مثل بقية الدول. ولكن في الواقع وجد فعلياً لدى المصابين كميات مكثفة تصل إلى/315.5/ نانو غرام/ليتر. هناك قرية باسم(لال ماه) تعرضت لقصف بقنابل كبيرة مما أدى إلى ظهور أمراض كثيرة لدى السكان. وفي قرية (بيبي ماهرو) حيث سقطت قنبلة كبيرة فقتلت عائلة بأكملها ( الأم-ولدين – ثمان نساء – وابنتين), ونجا من هذه القنبلة طفل عمره/12/ سنة أسمه(حسين) ، ومن خلال فحصه تبين أن كمية اليورانيوم لديه/2031/نانوغرام/ليتر. أي /200/ ضعف مما مسموح به. بينما عندما تم فحص والده الذي لم يكن موجوداً أثناء الحادث وجدت الكمية/40-50/ نانوغرام/ليتر. إن هذا الطفل سوف يعاني كثيراً من خطر الأثر الكيميائي الذي يفتك خاصة بالكليتين وكذلك من التأثير الإشعاعي وبخاصة جهاز المناعة لديه .
 تلوث المياه باليورانيوم غير المستنفد:
  تجدر الإشارة إلى أن الجرعة المسموح بها في الماء في حدها الأقصى/2000/نانوغرام/ليتر والمعدل المتبنى في وكالة الصحة العالمية/40/نانو/ليتر. بينما وجد في كابول وجلال آباد أن التركيز قد وصل إلى/40ألف-60ألف/نانوغرام/ليتر. أي بمعنى آخر إن تلوث المياه بهذه النسبة الكبيرة سوف يسبب الكثير من الأمراض للناس حاضراً ومستقبلاً.
تلوث التربة باليورانيوم غير المستنفد:
 تم أخذ عينات من الأماكن التي تم قصفها بهذه القنابل، حيث وجدت الكمية تتراوح بين4.1-6.3نانوغرام/كيلو غرام. بينما الكمية المسموح بها/1.2/نانوغرام/كيلو غرام. أي أكبر من المسموح بـ/6/ أضعاف. وكان المفروض أخذ عينات من بقايا الشظايا والقطع المعدنية المتبقية من الأهداف المصابة يمكن أن تكون دليلاً قاطعاً على استخدام هذا اليورانيوم، لكن تم انتشالها بأمر عسكري.الخطورة تكمن في أن المواد المشعة والأشعة في أنها تصيب الجميع( الإنسان – الحيوان- النبات-  الحشرات) وتعلق في الهواء وتدخل إلى المياه وإلى باطن التربة ويصعب أن ينجو منها أحد.من الصعب المقارنة بين ما تم في أفغانستان وبين ما تم في هيروشيما وناغازاكي. لأن هناك استخدمت القنابل النووية الإنشطارية التي سببت في إطلاق/440/ ايزوتوب في المتوسط في الهواء ونشرها المطر في أماكن متعددة وهي لا تبقي طويلاً. بينما اليورانيوم يبقى من/4/ إلى /5/ مليار سنة.تجدر الإشارة أيضاً إلى أن النتائج التي تم التوصل إليها سابقاً بعد حرب الخليج الثانية قد قبلت واعتمدت من جهات عديدة منها معاهد علمية كبيرة في أمريكا وإنكلترا والدانمارك.
أشار البرفسور عاصف دراكوفيتش في آخر اللقاء إلى احتمال أن تكون أمريكا قد استخدمت مثل هذه الأنواع من الأسلحة أو غيرها في احتلال العراق عام /2003/، وأنه يسعى لإرسال فريق جديد إلى العراق لإجراء بحوث ودراسات وإن كان يتوقع عدم موافقة أمريكا على ذلك . وسوف ينشر نتائج الأبحاث للعالم.

فوائد المواد المشعة :
تستخدم المواد المشعة والأشعة في كثير من المجالات التي تفيد البشرية .إذ كم أنقذت المواد المشعة الكثير من أرواح البشر وكذلك كم أزهقت الكثير من أرواح البشر. من استخداماتها على سبيل المثال وليس الحصر المجالات التالية :
- مراكز البحوث العلمية .
- مستشفيات الطب النووي.
- مجالات صناعية متعددة .
-  المجالات الزراعية المختلفة .
- تصنيع البطاريات الذرية.
- زيادة طاقة الوقود في الصواريخ .
- تقدير الأعمار الجيولوجية والحقب الزمنية، وأعمار الصخور وتقدير عمر الإنسان القديم .
- توليد الطاقة الكهربائية .
- الاستخدامات الكثيرة في وسائط النقل، مثل البواخر، المحطات الفضائية، وربما تستخدم مستقبلاً كوقود في الطائرات.
- تعتبر المواد المشعة الساعة الزمنية الأزلية وأول ساعة كونية .
طرق الوقاية من تأثير المواد المشعة والإشعاعات الضارة:
إن أفضل طريقة للوقاية من المواد المشعة والإشعاعات الضارة هو الابتعاد عنها وعدم التعرض لها. كما أن الحجاب الواقي يمنع تأثير الأشعة إلى حد كبير. بالإضافة  لذلك فإن استعمال بعض الأدوية التي تخفض الحرارة في الجسم والفعالية الهضمية مثل دواء التخدير وغيرها يعتبر مفيداً .أضف لذلك توجد مركبات دوائية واقية تعرف باسم (CYSLEINE) التي تحتوي على الحموض الأمينية والتي هي أساسية لتشكيل بروتين الجسم الطبيعي.تكون عادة المواد المشعة أقل ضرر إذا كانت غير قابلة للانحلال في جسم الإنسان ،حيث يتم التخلص منها عبر طرحها عن طريق البراز والبول. كما الأدوية  التي تمثل مضادات حيوية لهل تأثير إيجابي جيد عندما تتعرض خلايا الدم البيضاء لأضرار كبيرة من الأشعة .
هناك طرق عديدة للمعالجة من تأثير الأمراض الإشعاعية. أولها التزام المريض الفراش والعناية الجيدة بالغذاء والدواء . وإذا وجدت إسهالات فيمكن التغلب عليها بأدوية مضادة للإسهالات ، كما أن البنسلين ثبت أن له فوائد جمة .إن نقل دم صحيح إلى المريض لا يفيد في إصلاح ما تلف في مراكز توالد الدم، إلا إذا كان المتبرع( هو أو هي) توأم للإنسان المتضرر، لأن مناعة الإنسان المتضرر ترفض قبول الدم عدا التوأم .
أخيراً يمكن القول أن درهم وقاية خير من قنطار علاج.إن الإشعاعات ومنها النووية قد تكون ضارة وقد تكون مفيدة وهذا يعود إلى عوامل عديدة . فكم من الأرواح زهقت بسبب الأشعة وكم من الأرواح أنقذت بفضلها أيضاً .على الدول أن تحمي نفسها وشعوبها من جميع مخاطر الحروب ولاسيما إذا استخدمت فيها المواد المشعة . الخوف من أن الدول التي استخدمت الأسلحة النووية في الماضي أن تعود وتستخدمها مرة ثانية وثالثة في المستقبل. والخوف أيضاً من استخدامها في أعمال إرهابية من قبل أفراد أو جماعات أو حتى دول تمتلكها.

أمريكا تعترف بأجراء تجارب بيولوجية وكيمائية خطيرة :
      كشفت وزارة الدفاع الأمريكية أن الجيش الأمريكي أجرى خمسين تجربة سرية للغاية على عناصر بيولوجية وكيميائية في الستينات والسبعينات من القرن الماضي لاختبار مدى تفاعلها مع الظروف البيئية والجوية المختلفة.ونقلت أ ف ب عن (دي دودسون موريس) قوله إن التجارب كانت سرية للغاية لدرجة أن المسؤولين الكبار في البنتاجون لم يكونوا على علم بها  وبحجمها. جاء الإعلان عنها بعد تحقيقات أجراها البنتاجون استغرقت ثلاث سنوات فيما يسمى بمشروع/112/  ومشروع "بروجكت شادا" التي أجريت على البر والبحر في أنحاء مختلفة من العالم ، منها على سبيل المثال: جزر مارشال ، بنما ، كندا ، بريطانيا ، وشارك فيها نحو
/5842/ جندياً أمريكياً وتهدف إلى تحديد عدد الأشخاص الذين ربما تأثروا بهذه التجارب بهدف التعامل مع أية شكوى محتملة تتعلق بالصحة قد تقدم .ويعود المشـروع إلى عـام /1961/ عندما أمـر وزيـر الدفـاع حينـها (روبت ماكنمارا)  بإجراء سلسة من التجارب لاختبار فعالية الأسلحة الكيمائية والبيولوجية وفي كانون الثاني من عـام  /1963/ أجرت البحرية الأمريكية سلسلة من التجارب قبالة ساحل جزيرة أوهو /هاواي/ لاختبار ما إذا كان الدخان المحتوي على عناصر بيولوجية يمكن أن يخترق السفن الحربية الأمريكية واستخدمت في التجربة بكتيريا غير قاتلة . كم أجرى البنتاغون تجربة في الفترة من كانون الأول عام /1962/ وشباط عام /1963/ في الآلاسكا لاختبار مدى فاعلية عناصر غاز سارين وغاز الأعصاب(vx) في مناطق تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وأطلقت في تلك التجربة قذائف مدفعية وصواريخ محشوة بغاز الأعصاب(vx)  بالقرب من نهر (غيرستل)، كما أجرى البنتاغون تجارب في أوائل عام /1963/ في منطقة قناة بنما  لاختبار فعالية أسلحة الدمار الشامل في الغابات.وأجريت تجارب في بريطانيا وكندا لتحديد مدى احتفاظ عناصر تابون-سارين –سومان –وفي إكس المتلفة للأعصاب بقدراتها على الفتك في مناطق الغابات والسهول أيضا بسرية تامة خلال العامين /1967و1968/ من طائرات أو بواسطة قذائف على مناطق عسكرية في ( بورتون داون) في بريطانيا و(رالستون) في كندا .كما أجريت عشرون تجربة برش نوع من البكتيريا تدعى ( أي كولي) التي تكون قاتلة أحياناً للبشر على جزر (هاواي)  في الفترة من كانون الثاني إلى آذار عام /1968/  إضافة إلى تجارب أجراها البنتاغون عبر نشر البكتيريا في المحيط لمعرفة فعالية الأسلحة البيولوجية التي تطلقها الغواصات .
ذكر تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية أن خلال/30/ عاماً قد تم القيام بتجارب سرية على الأشخاص، منها جرعات نووية أمريكية على الحوامل وعينات على الأطفال . كذلك تم الكشف عن إجراء/48/ تجربة نووية جديدة على مئات الأشخاص في الخمسينات حتى الثمانينات من القرن الماضي بدون علم الناس. وكانت أمريكا قد كشفت النقاب من جهة ثانية عن إجراء/95/ تجربة لقنابل نووية في صحراء نيفادا كانت طي الكتمان قبل إعداد هذا التقرير. لقد أعطيت جرعات أشعة مزودة باليود 131 إلى 131 امرأة حامل . حيث كان الهدف من هذه التجارب تحديد أثر هذا العنصر على الجنين.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إنتاج فيلم أمريكي شبه وثائقي بعنوان ( التقدم نحو نقطة الصفر-Advance to ground zero) . حيث أكد هذا الفيلم على التجارب النووية  التي أجريت على الجيش الأمريكي بين عامي/1945-1962/ وشملت التجارب /235/ ألف جندي وجرت في صحراء نيفادا. تم عرض هذا الفيلم في المركز الثقافي بأبي رمانة .

أهم المصادر:
- المجهود النووي ضرورة استراتيجية                             د. محمد سعيد خورشيد
- طاقة الذرة                                                       ك. جلادكوف
-  نتائج أبحاث استخدام اليورانيوم غير المستنفد في أفغانستان   د. عاصف دراكوفيتش
-  مستقبل الطاقة                                                 م. عبد اللطيف زرنه جي
- مذكرة المحاربين القدامى في أمريكا                                ( الإنترنت)
- التلوث البيئي في كوكب الأرض                                م. عيد اللطيف زرنه جي
- مقالات مترجمة عن الانترنيت                                    د.عماد غوكة
- مقالات من صحف ومن الانترنيت مختلفة
 

الاثر الاشعاعي واستخدام اليورانيوم المستنضب في الحروب


 بقلم
محمد محسن العيد
اكتشف هنري بيكرل عام 1896م أن عنصر اليورانيوم يصدر إشعاعات شديدة النفاذية، فهي تؤثر في أفلام التصوير، كما إن أشهر المشتغلين على الإشعاع الطبيعي للعناصر هما بيير كوري وماري كوري، قد وجدا أن الإشعاع هو ناتج لتفكك ذرة عنصر اليورانيوم تلقائياً معطية ذرات عناصر أخرى.
ذلك أن النواة تتألف من بروتونات ونيوترونات (نيكليونات)، وهي ترتبط بعضها ببعض في داخل النواة بقوة ارتباط تسمى (طاقة الارتباط النووي)، وهي التي تمنع تنافر البروتونات مع كونها متشابهة في الشحنة الموجبة.
ولكي نوضح معنى قوة الارتباط هذه في النواة، دعونا نتصور أننا نقوم نظرياً بتركيب نواة ما من البروتونات والنيوترونات بإضافة نيكليون تلو الآخر إلى أن تتكون النواة المفروضة، وفي نهاية العملية نجد أن كتلة النواة أقل بقليل من مجموعة كتلة النيكليونات المكونة لها.
وقد تحول هذا النقص في الكتلة في الواقع إلى طاقة انتشرت في أثناء تركيب النواة تدعى (طاقة ارتباط النواة) والتي تحسب من علاقة أينشتاين:
الطاقة= الكتلة المتحولة × مربع سرعة الضوء. وتكتب هذه العلاقة فيزيائياً هكذا:

حيث:http://annabaa.org/nba58/images/uranium1.jpg ط: طاقة ارتباط النيكليونات في النواة.
http://annabaa.org/nba58/images/uranium1.jpgك: نقص الكتلة الناتج من تكوين النواة.
سر: سرعة انتشار الضوء في الخلاء (وتساوي 3×10 8 م/ثا).
وقد ميّز العاملون في الكيمياء النووية في داخل النواة قوتين هما:
1- قوة تجاذب: لا علاقة لها بنوع النيكليون، تبدو عندما يكون البعد بين النيكليونات
(0.5 × 10 -13 - 1.5 × 10 -13 سم).
2- قوة تنافر: أيضاً لا علاقة لها بنوع النيكليون، تبدو عندما يكون البعد بين النيكليونات أقل من (0.5 × 10 -13 سم).
وعلى هذا فإن العناصر كلما ثقلت وازداد عددها الذري والكتلي، كلما قل ثباتها. كما إنّ العناصر التي يزيد عددها الذري فوق الـ(85) - وخصوصاً فيما فوق آلـ(90) - فإنها تعاني من عدم الاستقرار في نواها، وهي في الغالب تقع في عدة نظائر، وإن نظائر العنصر الواحد هي ذراته التي لها نفس العدد من البروتونات (أي عدد ذري واحد)، ولكنها تختلف في عدد النيكليونات (أي تختلف في أعدادها الكتلية)، ولذا فإن نظائر العنصر الواحد لها نفس الخواص الكيماوية ولكنها تختلف في الخواص الفيزيائية، وعلى أساس هذا الاختلاف في الخواص الفيزيائية يتم فصل نظائر العنصر الواحد عن بعضها البعض وبدرجة كبيرة من النقاوة في جهاز يسمى (مطياف الكتلة - Mass Sepctrum).
ومن هذه النظائر المشعة طبيعياً نظير عنصر اليورانيوم المسمى يورانيوم(238) وهذا الرقم هو عدد كتلة هذا النظير، ونظير عنصر اليورانيوم أيضاً المسمى يورانيوم (235) وهذا الرقم هو عدد كتلة هذا النظير، ويسمون اليورانيوم (235) بالمخصّب، حيث هو مصنّع من تخصيب نظائره بالقذائف النووية لاستعماله في الطاقة النووية.
إن الإشعاع الطبيعي هو التفكك التلقائي لنظير عنصر ثقيل مشع في نواته، فالتفكك هذا يرافقه دوماً إصدار طاقة بشكل إشعاع نافذ.
تنطلق من نوى الذرات المشعة - عند التفكك التلقائي لنظير عنصر ثقيل مشع - دقائق عالية السرعة، وقد تبين أنها تصدر عن النواة وهي:
1- دقائق ألفا: ويرمز لها بالرمز (http://annabaa.org/nba58/images/uranium3.jpg)، وتتألف من نيوترونين وبروتونين، وتطابق كل دقيقة منها نوى ذرة الهيليوم.
2- دقائق بيتا: ويرمز لها بالرمز (ß ) وتتألف من إلكترونات عالية السرعة.
3- أشعة (غاما): يرمز لها بـ(http://annabaa.org/nba58/images/uranium2.jpg) وتتألف من أمواج كهرطيسية تشبه الأشعة السينية ولكنها أكثر نفوذاً من دقائق ألفا وبيتا.
والآن نعود إلى مدلولات عثور مختبرات سويسرا وألمانيا على بقايا الراديوم في مخلفات القصف الأطلسي للصرب..
ذلك لأن صدور الإشعاع من عنصر مشع مثل اليورانيوم يؤدي بالضرورة إلى تكوين عنصر آخر، وهذا الأخير إذا صدر منه إشعاع أيضاً فإنه بالضرورة يؤدي إلى تكون عنصر ثالث حتى بلوغ عنصر مستقر في النهاية.
إذن؛ فسلسلة الإشعاع الطبيعي هي مجموعة من العناصر تتكون بدءاً من عنصر مشع وحيد، وذلك بإصداره لدقائق ألفا أو بيتا مع أشعة غاما. ومع أن كل عنصر يؤدي إلى تكوين ذرة عنصر آخر، فإن السلسلة تبدأ بالنضوب الإشعاعي (Desintgration) للعنصر الأول، متابعةً لهذا النضوب من عنصر إلى آخر منتهية بتكوين عنصر غير مشع.
لذا فإن عثور المختبر على هذا العنصر غير المشع لا ينفعنا في الإثبات على استخدام العنصر المشع، ذلك لأن العنصر غير المشع موجود دوماً في الطبيعة، ولكن الذي ينفع في الإثبات لاستخدام العنصر المشع هو العنصر الوسطي بين المشع والمستقر في السلسلة المشعة طبيعياً من العناصر، وبالنسبة للراديوم هو العنصر الوسطي في سلسلة اليورانيوم
يعتبر اليورانيوم من أهم العناصر المشعة طبيعياً، وهو مما له مصادر طبيعية في القشرة الأرضية، ويقع في خمسة نظائر طبيعية هي الأولى في سلاسل الإشعاع الطبيعي والتي تنتهي بالرصاص (pb) عند استقرارها بنفاذ الإشعاع منها.
أهم نظائر اليورانيوم كما قلنا هو النظير (238)، والنظير الثاني والمهم جداً هو النظير (235)، وهذه الأرقام التي سميت بها نظائر اليورانيوم هي أعداد كتل نواتهما.
يستخدم الأول في البحوث والدراسات والتشخيص وفي العلاج الكيماوي وأهم استعمالاته في تحسين الزراعة والمتابعة التجريبية.
أما الثاني (235) فيستخدم في المفاعلات النووية لاستغلال طاقته سلمياً، وتصنيع القنبلة الذرية والهيدروجينية (الاندماجية والانشطارية).
أما الاستنزاف والتنضيب لليورانيوم المخصب (235) فيحصل عن طريق استخدامه كوقود نووي في المفاعلات النووية، حيث محطات الطاقة، أو في تشغيل بعض الغواصات العملاقة وحاملات الطائرات.. الخ.
إذ تتم السيطرة على إشعاعه بعد تخصيبه بواسطة أجهزة المعجلات (Accelerators) من أجل الحصول على الحد المناسب من الطاقة النووية وفق نظام المفاعل النووي المعمول به.. فإذا نضب ذلك الوقود واستنزف إشعاعه إلى الحد المجدي وجب أن يتخلصوا منه كنفاية، ولكن ليس كبقية النفايات!!
ومن أجل توضيح معاني وجود الراديوم في بقايا وآثار القصف الجوي لقذائف الحلف الأطلسي، فلابدّ أولاً من أن نعرف أن العنصر المشع إنما يفقد هذا الإشعاع من نواته بسبب عدم استقرارها، إذ تنوء بعدد هائل من النيكليونات، وتنطوي على قدر كبير من الطاقة المحبوسة.. وهذا الإشعاع بمثابة التنفيس لهذه الطاقة المضغوطة الذي تنوء به النواة.
فمثلاً العناصر التي تشع بإصدار دقيقة ألفا إنما تفقد من عدد كتلتها (4) ومن عددها الذري (2)، ليكون العنصر التالي بعد الإشعاع أقل من العنصر الأول في عدد كتلته بـ(4) وأقل في عدده الذري بـ(2).
ومن طبيعة إشعاع كل عنصر مشع أنه يحتاج إلى فترة خاصة به لازمة لتتحول فيها نصف كتلته إلى العنصر التالي، نسميها فترة (نصف عمر المادة المشعة)، وهي في العناصر تتراوح بين أجزاء من الثانية وملايين السنين.
ولقد اعتبر اليورانيوم في سلسلة تحولاته إلى العناصر الأخرى أكثر استقراراً في الرصاص، وكمرحلة وسطية منظورة في الراديوم حيث فترة نصف عمره تساوي (1620) سنة، وإليك معادلات إشعاع اليورانيوم بنظيريه المعروفين والمستخدمين:



ثم يستمر الإشعاع والتحول من الراديوم حتى الرصاص حيث يستقر، ويتوقف الإشعاع والتحول.
ولذا عثرت المختبرات على الراديوم كبقية وسطية لليورانيوم الناضب في القذائف وعلى الأرض بسبب طول فترة نصف عمره، وكونه حالة وسطية لعمليات الإشعاع والتحول للوقود اليورانيومي.
إن فترة نصف عمر العنصر المشع تعني من الناحية النظرية أنه لا ينتهي من الوجود على الإطلاق، وإن كان يستنزف في الاستعمال، بل ينضب كوقود ذي جدوى، ليصبح نفاية يصعب التخلص منها. واليورانيوم في واقع شكله كوقود يكون بشكل قضبان أو كرات من الكرافيت الحاوية له، وعند استنزافها يصير التخلص منها مكلفاً، بل ويلقى معارضة قوية من أنصار البيئة في إيجاد مقبرة له.. ولذا تفتق ذهن عمالقة الدمار الشامل وروّاد الحرية والمدافعين عن حقوق الإنسان، عن طريقة لاستخدامه في القذائف الحربية ضد خصومهم، حيث هو قاتل سري يقضي على البشر والحياة فقط دون أن يترك دماراً ملحوظاً في العمارات والمنشآت والآليات.
إن الغريب العجيب هو أن خطر هذا السلاح القاتل والخفي والمدمر لا يطال الأشخاص المسببين لهذه الحرب، فهؤلاء الأعداء - من الطرفين - هم الذين يقررون استعمال هذا السلاح، ورؤساء الدول المضروبة بهذا السلاح، لا يطالهم الإشعاع في حين يطال جنود الطرفين إضافة إلى المدنيين في أرض الدولة المضروبة.. وهذا هو الغريب العجيب