الأربعاء، 2 يناير 2013

كتاب ميكافيلي الامير روحكم الشعوب بالحيل والخداع

للتحميل



نيكولا ميكافيللي ( 1469 – 1527) ..



ولد في فلورنسا في إيطاليا ، وقد أتاح له وضعه الاجتماعي فرصة للتعليم العالي في مجالات مختلفة مثل الأدب والقانون والتاريخ والفلسفة ..
بدأ ميكافيللي حياته كموظف بسيط في حكومة مدينة فلورنسا ، وحين اجتاحت الجيوش الفرنسية مدينة فلورنسا وأطاحت بالحكم فيها- حكم أسرة مديتشي - سارع ميكافيللي لتأيد النظام الجديد وتنقل في وظائف حكومية كثيرة تحت ظل هذا النظام حتى وصل إلى منصب – السكرتير الأول لحكومة فلورنسا - ..
وقد أوفد في عدة بعثات مهمة نيابة عن الحكومة إلى المدن الإيطالية والدول الأجنبية ، واستطاع ميكافيللي خلال هذه الفترة الإطلاع على خبايا الحياة السياسية وأسرارها عن قرب ..
وفي عام 1512 عادت أسرة مديتشي للحكم بمساعدة من البابا وتم القبض على ميكافيللي ونفيه إلى مزرعته الواقعة على أطراف فلورنسا حيث عاش هناك حتى توفي ..



الميكافيللية :



أنت إنسان ميكافيللي ، أو صاحب قرارات ميكافيللية ..
يطلق هذا اللقب على كل من اتبع مبدأ ميكافيللي الأول ” الغاية تبرر الوسيلة ” ، وهو أشهر مبدأ عُرف به ميكافيللي ، فهو يرى بأن الهدف النبيل السامي يضفي صفة المشروعية لجميع السبل والوسائل التي تؤهل الوصول لهذا الهدف مهما كانت قاسية أو ظالمة ، فهو لا ينظر لمدى أخلاقية الوسيلة المتبعة لتحقيق الهدف ، وإنما إلى مدى ملائمة هذه الوسيلة لتحقيق هذا الهدف .. ف الغاية … تبرر الوسيلة ..
وكان هذا المبدأ هو ما استند عليه في أغلب نصائحه في كتاب الأمير ..

منهجه الفلسفي :



حاول ميكافيللي إتباع منهج جديد مختلف عن مناهج من سبقوه ، فعلى الرغم من دراسته للمنطق والفلسفة ، إلا أنه أهمل مبادئها إهمالا تاما وركز على التاريخ ، فقد كانت خلاصة فكرته الرئيسية بأن أفعال البشر تؤدي إلى نفس النتائج دوما ، فحاول الربط بين الأسباب والنتائج والدراسات التحليلية المستمدة من التاريخ ، وعلى ذلك كان أسلوب ميكافيللي في البحث هو :
- الاستعانة بالتاريخ لاستقصاء الأحداث ومعرفة نتائجها وارتباطها وإمكانية تكرارها ، أي محاولة التنبؤ بالمستقبل ..
- محاولة وضع تعميمات في حالة تكرار الأحداث للوصول إلى قواعد عامة توضع أمام الحكام لتسهيل مهمتهم وتساعدهم على تبني مواقفهم ..
- البحث عن إمكانية التدخل في الأحداث مسبقا بعد معرفة أسبابها ومحاولة تحديد السلوك الواجب إتباعه لمواجهة الأحداث ..
ومن هنا نرى بأن أسلوب ميكافيللي يبين مدى شغفه بالتاريخ وكثرة استخدامه للأحداث التاريخية للتدليل على صحة أفكاره – كما في كتاب فن الحرب وغيره من الكتب – وبذلك يعتبر ميكافيللي أحد مؤسسي طريقة التحليل التاريخي الحديث ..


أعماله :



ل ميكافيللي أكثر من 30 كتابا أشهرها كتاب ( الأمير - Il Principe ) وكتاب ( مقالات في العشرة كتب الأولى ل تيتوس ليفيوس - (Discourses on the First Ten Books of Titus Livius الذي سمي فيما بعد ب ( المطارحات - The Discourses ) وكذلك كتاب ( فن الحرب - The Art of War ) الذي تحدث فيه عن بعض المعارك الحربية وأهم القادة كالقائد السويدي الشهير جوستاف أدلفوس و موريس وغيرهم من القادة ..
وله كذلك عدة كتب تاريخية ، وبعض القصائد ..

- كتاب الأمير ( Il Principe ) ..



ألفه ميكافيللي في منفاه عام 1513 ، وقد أهداه إلى لورينزو دي مديتشي (Lorenzo de’ Medici ) ، وقد تضمن الكتاب أفكار ميكافيللي وتجاربه السياسية مع مجموعة من النصائح ل الحاكم ، وقد كان راجيا أن ينال رضا الحاكم عن طريق هذا الكتاب ولكنه فشل في ذلك وظل في منفاه ..
أهم صفات الأمير – الحاكم – بنظر ميكافيللي :
- من ناحية الأخلاق : عليه التخلص من الأخلاق والتقاليد والبدع والقيم المسيحية وخاصة التواضع والرضوخ للحكام ، واستعمال الدين كوسيلة لكسب الشعب فقط .. !
- من ناحية السياسة الداخلية : عليه أن يجمع بين حب الناس وخوفهم منه ، وإن تعسر ذلك فعليه أن يتأكد من كونها مخيفا ومهابا ..
- من ناحية السياسة الاقتصادية : عليه أن يسعى لتحقيق العدالة الاقتصادية وتوزيع الدخل بشكل عادل لأن وجود طبقة فقيرة تشكل أغلبية سيكون سببا فيما بعد لقيام ثورة ضد الحاكم ..
- من ناحية السياسة الخارجية : عليه أن يتعلم أن يتخلص من عهوده ووعوده إن كانت عبئا عليه ، وعدم التردد في استعمال القوة عند الضرورة .
- من ناحية الحروب : ركز ميكافيللي على وجوب إقامة جيش وطني قوي ، وأن الجيش المكون من المرتزقة لا يجدي نفعا ، ف المرتزقة لا ولاء لهم إلا للنقود ..
و يقول ميكافيللي في كتابه :
” وهنا يقوم السؤال عما إذا كان من الأفضل أن تكون محبوبا أكثر من أن تكون مهابا أو أن يخافك الناس أكثر من أن يحبوك .
ويتلخص الرد على هذا السؤال في أن من الواجب أن يخافك الناس وأن يحبوك ولكن لما كان من العسير الجمع بين الأمرين ، فإن من الأفضل أن يخافوك على أن يحبوك ، هذا إذا توجب عليك الاختيار بينهما ..
وقد قال عن الناس بصورة عامة :
أنهم ناكرون للجميل , متقلبون ، مراءون ميالون إلى تجنب الأخطار شديدو الطمع وهم الى جانبك طالما أنك تفيدهم فيبذلون لك دمائهم وحياتهم وأطفالهم وكل ما يملكون طالما أن الحاجة بعيدة نائية ولكنها عندما تدنو يثورون ومصير الأمير الذي يركن إلى وعودهم دون اتخاذ أي استعدادات أخرى إلى الدمار والخراب إذ أن الصداقة التي تقوم على أساس الشراء لا على أساس نبل الروح وعظمتها هي صداقة زائفة تشرى بالمال ولا تكون أمينة موثوق بها وهي عرضة لأن لا تجدها في خدمتك في أول مناسبة ولا يتردد الناس في الإساءة إلى ذلك الذي يجعل نفسه محبوبا ، بقدر ترددهم في الإساءة إلى من يخافونه ..
إن الحب يرتبط بسلسلة من الالتزام التي قد تتحطم بالنظر إلى أنانية الناس عندما يخدم تحطيمها مصالحهم بينما يرتكز الخوف على الخشية من العقاب وهي خشية قلما تمنى بالفشل ” انتهى كلامه .
والجدير بالذكر أن كتاب الأمير ، كان موضوع رسالة بنيتو موسيليني – حاكم إيطاليا الفاشي – لنيل الدكتوراة ..


الظروف التي أثرت على فكر ميكافيللي :



قد تكون هناك العديد من الأسباب التي أثرت على فكر ميكافيللي ، ولكن هذه قد تكون أهمها :
- ضعف حال الدولة آنذاك ، وكثرة المشاكل السياسية في تلك الفترة ، ولهذا كان يرى بأنه لابد من نظام حكم قوي يحكم الدولة ، إما نظام ملكي صارم ، أو نظام جمهوري .. وكان مؤيدا بشكل كبير للنظام الجمهوري ..
- الخدع والمؤامرات التي واجهها ميكافيللي في أروقة ودهاليز السياسة عندما كان ذا شأن في حكومة فلورنسا ..
- تأثره الشديد وولعه بالتاريخ ، واعتبار أن جميع الأحداث لا تخرج من دورة منطقية متكررة ..
ختاماَ ، حاز ميكافيللي على المرتبة السابعة والتسعون ضمن لائحة أكثر الأشياء المؤثرة في التاريخ ل مايكل هارت ..
Machiavelli was ranked #79 on Michael H. Hart’s list of the most influential figures in history.

علم الوراثة والاحياء لطلبة الشادة السودانية ودارسي الطب

فرع من فروع علم الأحياء الذي يبحث في الوراثة والاختلاف والصفات الشخصية، وفي تطور وقوانين الوراثة، ويعتمد على دراسة قوانين "مندل" في انتقال الصبغيات (الكروموسومات) التي تحمل الصفات الوراثية (الجينات) إلى الأبناء.
تعتبر أبحاث جريغور مندل (١٨٢٢-١٨٨٤) (راهب نمساوي باحث في علم النبات) أساس هذا العلم، وحورت قوانين مندل و انتشرت بكشف الصبغي أو الكروموسوم والمورثة (الجين) باعتبارهما أساساً متدياً لانتقال الصفات الوراثية، وميل بعض الصفات لأن تورث معاً وبعض الصفات المرتبطة بالجنس.
ويتألف جسم الإنسان من مجموعة من الأعضاء, و يتألف كل عضو من عدد هائل من الخلايا تحتوي كل منها على 46 كروموسوم، توجد في نواة الخلية على شكل أزواج متماثلة, منها زوجان مسؤولان عن تحديد الجنس هما الصبغي X و Y؛ فعند اجتماع الكروموسومين X و Y يكون الجنين ذكراً و عند اجتماع كروموسومي XX يكون الجنين انثى.

و الكروموسوم هو مجموعة من البروتينات مجتمعة و كل منها يسمى المورثة أو الجين, و يحتوي كل صبغي على ملايين المورثات أو الجينات، كل منها مسؤول عن صفة ما أو أكثر في جسم الإنسان, فهناك جينات للون العينين و أخرى تحدد لون البشرة و هكذا....
و عند حدوث الإلقاح و الحمل تنتقل نصف الكروموسومات من الأم (عن طريق البويضة التي تحتوي على 23 كروموسوم) و النصف الآخر من الأب عن طريق النطفة التي تحتوي على 23 كروموسوم آخر. و باجتماع البويضة مع النطفة تتكون البويضة الملقحة التي تتطور نحو المضغة ثم الجنين الذي يأخذ بالتالي جزء من صفات الأب و جزء من صفات الأم.

أما الجين فهو عبارة عن مجموعة من البروتينات و المسماة بال DNA أي الدنا أو الحمض االريبي النووي منزوع الأكسجين, و الجين هو الوحدة الأساسية و الوظيفية في الوراثة عند البشر.
أما الحمض النووي (DNA) فهو عبارة سلسلة من النوويد ات و التي توجد بأربعة أنواع هي: الثيمين، السيتوسين، الأدنين، والغوانين.
يتواجد الحمض النووي (DNA) في النواة بشكل رئيسي (باستثناء قسم ضئيل منه يتواجد في عضية صغيرة من الخلية يسمى المتقدرة), و كل خلية من خلايا الإنسان تحتوي على نفس الحمض النووي الريبي, و اختلاف ترتيب الحموض النووية يعطي كل من الحموض النووية الريبية ميزاتها الخاصة.

المرض الوراثي: هو المرض الذي ينتقل إلى الانسان بانتقال الجينات الحاملة له من الآباء إلى الأبناء.

أنماط توريث الأمراض :
1- الوراثة الجسمية المتنحية : autosomal recessive
يقصد بكلمة متنحية أنه ليظهر المرض عند الانسان فيجب اجتماع جينين حاملين للمرض (من كلٍ من الأب و الأم) ، و كلمة جسمية تعني أنه متعلق بالكروموسومات الجسمية و ليست الجنسية فقد يصيب الجنسين بنسبة متساوية.
أما وجود جين واحد حامل للمرض عند الانسان يجعله حاملا للمرض أو للجين و لكنه غير مصاب به, و لكن تظهر احتمالية أن يصاب به أبناءه في حال كان الزوج/الزوجة حامل/ة أيضا للمرض تصل إلى 25%, و لهذا السبب لا تشاهد هذه الأمراض عند كل الأجيال فقد تغيب لتعود و تظهر عند اجتماع حملة المورثات. و أهم الأمراض التي تنتقل بهذه الطريقة هي التالاسيميا و فقر الدم المنجلي والداء الليفي الكيسي.

٢- الوراثة الجسمية السائدة Autosomal dominant:
و كلمة قاهرة أو سائدة تعني أن وجود مورثة واحدة من أحد الوالدين كافية لظهور المرض عند الطفل الذي انتقلت له هذه المورثة, و لذلك تظهر الحالة في كل الأجيال بشكل متتالي, وتصيب كلا الجنسين بالتساوي, و أهم الأمراض التي تورث بصفة جسمية قاهرة أو سائدة: داء فون ريكلينغهاوزن من النمط 1 و داء هيتنغتون , و احتمال انجاب طفل مصاب هو 50 % في كل حمل

٣- الوراثة القاهرة المرتبطة بالجنس بالكروموسوم اكس X -linked dominant disorders:
و تنجم عن خللٍ في الجينات الموجود في الكروموسوم الجنسي اكس X, و قد تصيب كلا الجنسين و لكن احتمال إصابة الذكور أقل من الإناث, و تختلف فرصة انتقال المرض فيما إذا كان الأب أو الأم مصاباً بالمرض؛ فاذا كان الأب مصابا لا ينقل المرض لأبناءه الذكور! و أهم مثال على هذا النمط من الوراثة هو متلازمة الصبغي اكس الهش.

٤- الوراثة المتنحية المرتبطة بالجنس بالكروموسوم اكس : X-linked recessive disorders
تنجم عن خللٍ في الجينات الموجودة في الكروموسوم الجنسي اكس X, و تصيب الجنسين و لكن يصاب الذكور أكثر من الإناث و نادراً ما نشاهد إناث مصابات, و تختلف فرصة انتقال المرض فيما إذا كان الأب أو الأم مصاباً بالمرض , و تتميز هذه الحالة بأن الأب المصاب لا ينقل المرض للذكور ! و أهم مثال على هذا النمط من الوراثة هو الناعور أو الهيموفيليا و داء قابري

٥- الوراثة المنتقلة عن طريق الميتوكوندريا : Mitochondrial disorders
الميتوكوندريا هي عضي هام في الاستقلاب يتواجد داخل الخلية يحمل في داخله حمض نووي, و يسمى هذا النمط من التوريث بالتوريث المتعلق بالأم , لأنه عند الإلقاح تأتي الميتوكوندريا من الأم فقط عن طريق البويضة و لا تأتي من النطفة من الأب. و قد يصيب هذا النمط من الوراثة كلا الجنسين و يمكن أن يشاهد في كل الأجيال, و لكن الأب المصاب لا ينقل المرض كما ذكرنا, و اهم مثال على هذا النمط هو اعتلال العصب البصري الوراثي.

٦- الوراثة متعددة العوامل : complex or multifactorial disorders
هذا النمط من الأمراض الوراثية لا ينجم عن خلل في جين واحد كما في الأنماط السابقة و إنما عن خللٍ في عدة جينات أغلبها غير معروف حتى الآن, إضافة لتدخل عوامل أخرى في ظهور المرض كالعوامل البيئية و نمط الحياة و الإنتانات أو العدوى, ومن الأمثلة على ذلك : مرض السكري , البدانة و أمراض القلب , و بالتالي لا يوجد نمط توريث معروف لهذه الأمراض و هي صعبة الدراسة و من الصعب تحديد الأشخاص الذين هم في خطر للإصابة بها , و هناك الكثير من الأبحاث حولها.

التشخيص 

يمكن وضع التشخيص بناء على أعراض المريض و تاريخها و التاريخ العائلي للحالة و بعض الفحوص الشعاعية و المخبرية المتممة, و بعض الحالات تحتاج لتحري المورثات المسؤولة بإجراء دراسة و استشارة وراثية ,و من المهم معرفة أن دراسة (الصيغة الصبغية بشكلها العام ( أي تعداد الصبغيات لا يشخص الأمراض الوراثية

العلاج

كل مرض يعالج حسب الخلل الذي يسببه , و لا توجد معالجة لسبب المرض حتى الآن , أي لا يمكن إصلاح الخلل على مستوى المورثات و إنما تعالج المشاكل الناجمة عن ذلك : ففي حالة التالاسيميا يتم نقل الدم و اعطاءات خالبات الحديد و في .داء فابري يعطى الأنزيم المفقود و هكذا , و هناك دراسات جارية على المعالجة بالجينات.

الفسيولوجيا المرضيه

يحدث المرض الوراثي نتيجة خللٍ في ترتيب الحموض الأمينية التي تشكل الحمض النووي في جين ما مما يغيره إلى جين مسبب للمرض، ويكون المرض وراثياً عندما تنتقل صفات هذا المرض من الأب أو الأم أو كليهما عن طريق هذه الجينات المصابة بالخللٍ بحيث يؤدي هذا الخلل الى حدوث أعراض المرض.
بعض الأمراض الوراثية التي تورث بصفة جسمية متنحية قد تغيب لأجيال, ثم تظهر عند زواج أم و أب حاملين للمورثات المسببة.
وتنتج أكثر الأمراض الوراثية عن خللٍ في الجينات و ليس الكروموسومات, و من أمثلة إختلالات الكروموسومات: حالة المنغولية الناجمة عن وجود صبغي زائد في الزوج 21 (وهي ليست حالة وراثية)، و من الأمثلة النادرة عن انتقال الأمراض بالوراثة نتيجة خلل الصبغيات هو بعض أنواع السرطانات.

تاريخ اضافة المصطلح : الأربعاء 13 شهر رمضان 1430هـ - 2 سبتمبر 2009م

تاريخ تعديل المصطلح الثلاثاء 14 شعبان 1433هـ - 3 يوليو 2012م

 

عِلْمُ الوِراثة

http://www.altibbi.com/definition/

الشيوعية بين السقوط وإعادة البناء


إن الشيوعية تقسم تاريخ الإنسانية إلى مراحل خمس، وهي بإيجاز:

مرحلة الشيوعية البدائية
مرحلة الشيوعية البدائية -كما تصوروها- وهي أن العالم أول ما وجد كان شيوعياً بحتاً، ويسمونها الشيوعية الأولى أو البدائية، أي تماماً على ما نطلق عليه نحن، (بحق وحقيقة) كما نطق به وصرح به كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من أن البشرية الأولى أول ما كانت على الإسلام: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً [البقرة:213] قال المفسرون: أي: على الإسلام ثم اختلفوا بعد ذلك وكما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث عياض بن حمار - الصحيح-:{وإني خلقت عبادي حنفاء، فاجتالتهم الشياطين   } فهكذا عشرة قرون، كانوا على التوحيد حتى ظهر الشرك في قوم نوح.والمقصود أن هذه هي المرحلة الأولى كما يزعمون.
مرحلة الرق
يتبعها بعد ذلك، أو جاء بعدها مرحلة الرق، والانتقال من مرحلة إلى مرحلة، وسببه عامل مادي بحت.كيف انتقلت الإنسانية بزعمهم كما نظرها ماركس وفريدرك أنجلز وغيرهما إلى مرحلة الرق؟ قالوا: عندما اكتشفت الزراعة عن طريق المرأة -كما يقولون- ورأوا أن البذور التي تتساقط تنبت، فكان هذا العامل الاقتصادي عاملاً أساسيا واحداً للانتقال إلى المرحلة التي تليها وهي مرحلة الرق.
مرحلة الإقطاع
بعد مرحلة الرق يقولون: انتقلت الإنسانية أو المجتمع البشري بعمومه إلى مرحلة الإقطاع، وكيف انتشر الإقطاع؟ أيضاً بعامل مادي، والمقصود أن المراحل المهمة هي الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية.
مرحلة الرأسمالية
وكان الانتقال من الإقطاع إلى الرأسمالية نتيجة اكتشاف الآلة، كما يقولون في أوروبا الثورة أو الانقلاب الصناعي.
مرحلة الشيوعية
ثم المرحلة الأخيرة بعد الشيوعية الأولى والرق والإقطاع والرأسمالية، تأتي المرحلة الأخيرة التي لا بد أن تقع حتماً وهي الشيوعية النهائية.المرحلة الأخيرة هي مرحلة سيادة الشيوعية وسيطرة الشيوعية على العالم كله، حيث تلغى الدول، فلا دولة، ولا أسرة، ولا ملكية خاصة، ولا قوانين، ولا مبادئ، ولا أخلاق، إلا مبادئ (البروليتاريا) أي الطبقة الكادحة التي سوف تحكم العالم أجمع، ويكون الفردوس الذي يحلم به الناس جميعاً، كل بحسب طاقته، ولكل بحسب كفايته.هكذا حَلُم الفكر الشيوعي وأسس هذا في التطبيق أو في مبدأ المنهج النظري وهو -كما هو معلوم- تحوير لمنهج الجدل، أو(الديلكتاليكي)، الذي وضعه هيجل الفيلسوف المثالي الذي هو أكبر فيلسوف ظهر في أوروبا في عصورها كلها، وعلى الأقل في العصر التاسع عشر، أو العصر الحديث، فحول عالم المثل الخيالية، إلى عالم الواقع، وحول التطور الذي نادى به داروين من نظرية علمية بيولوجية (أحيائية) إلى أن وضع أساساً للتغير الحتمي، عندما يصبح العالم حتماً وقهراً شيوعياً.

التطور الاقتصادي في مرحلة الثورة الصناعية

عبد الرازق محمد صالح الساعدي


التطور الاقتصادي في مرحلة الثورة الصناعية

مرت على الانسانية تغيرات متعددة منذ القدم, تغيرات عديدة ساعدتها على بلوغ بعض التطور في نمط معيشتها الذاتية والانتقال الى طور جديد, ولو درسنا تلك التغيرات فسوف نجد العلامات المتغيرة التالية:
1-    اكتشاف النار
2-    اكتشاف الزراعة
3-    وضع النظام الدستوري والقانوني
4-    بناء المدن والمدارس
5-    تعلم الحرف اليدوية
6-    ايجاد النقود السلعية الثالثة في التداول
7-    الاكتشافات الجغرافية والصيغة الاستعمارية
8-    نمو وتائر المبادلات التجارية الدولية
وعليه فالثورة الصناعية هي جزء من تلك المتغيرات في حياة البشرية, اذن ماهي الثورة مفهوما؟
الثورة مصطلح يستخدم في سياقات ومعاني عديدة, اذ قد يكون اشارة الى تغيرات جذرية واساسية في حقل من حقول العلم, او قد يكون اشارة الى تحولات رئيسية في البنى الاجتماعية والسياسية, وغالبا مايشير مفهوم الثورة الى تغيرات تحدث عن طريق العنف والانقلاب في شكل حكومة ما.
تتخذ التغيرات السياسية التي تنتج عن قيام الثورات أشكالا واتجاهات مختلفة, فالثورات الفرنسية والروسية والصينية قد احدثت تغيرات جذرية على صعيد البنية الاجتماعية والاقتصادية.
والثورة الفرنسية عام 1789 على سبيل المثال قد انهت حكم الملك لويس السادس عشر وحولت الحكم الى نظام جمهوري ورفعت شعارات الحرية والاخاء والمساواة.
والثورة الروسية البلشفية عام 1917 التي لم تكتف بعزل القيصر, بل عملت على احداث تغيرات اجتماعية وسياسية, كالغاء الملكية الفردية سعيا لتطبيق الاشتراكية طريقا للرفاهية الاجتماعية.
وقامت الشيوعية الصينية الماوية عام 1949 بانتزاع الاراضي من الاقطاعيين وتوزيعها على الفلاحين, وحققت مجانية التعليم والعلاج.
وعلى صعيد الثورات العلمية, فانها لاتؤدي الى تغيرات سياسية مباشرة ولكنها تحقق بشكل تراكمي انتقال المجتمع من حالة الى حالة اخرى.
فالثورة الصناعية في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر الميلاديين قد غيرت الطبيعة الاساسية للمجتمع الاوروبي من الحياة الريفية الى الحياة المدنية, وكذلك ادى اختراع الاجهزة الالكترونية للاتصالات والتطورات الاخرى في مجالات التقنية في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين الميلاديين الى احداث ثورات في مجال الصناعة والحياة اليومية للمجتمعات, من هنا فان المقصود بالثورة الصناعية ( Industrial Revolution ) هي التطورات الكبيرة التي طرأت على الصناعة بادئ الامر في انكلترا منذ منتصف القرن الثامن عشر والتي ادت الى تغيير كبير في تركيب الصناعة وتحقيق زيادة هائلة في الانتاج, فظهرت المخترعات العديدة في هذا المجال وعلى الاخص في صناعات الغزل والنسيج وتعدين الفحم وتوليد القوى المحركة وصناعة الحديد, ترتب على كل ذلك الزيادة المذهلة في كل من الانتاج وتكوين رؤوس الاموال.
كما أدت هذه الثورة الى تغيير جذري في تقانات الانتاج من حيث الاستعاضة عن العمل اليدوي بالعمل الالي / الميكانيكي, ومن ثم الانتقال الى نظام الانتاج في المشاغل   manufacturs الى نظام الانتاج في المعامل  industrial firm , او الانتقال من الآلآت اليدوية الى الصناعة الآلية الكبيرة القائمة على الآلآت المتطورة, وبذلك فقد اعلنت الآلة, الثورة الصناعية وأخذ النظام الآلي في الانتاج يعمل بشكل مستمر على تخفيض حجم العمل اليدوي واحلال ادوات مادية آلية محل يد الانسان.
كانت الثورة الصناعية من اهم العوامل التي ادت الى اضمحلال النظام الاقطاعي, ويتفق الاقتصاديون في اطلاق تسمية الثورة الصناعية على التغيرات الهائلة التي حدثت في الهيكل الصناعي لانكلترا في الفترة من عام 1760م حتى عام 1830م.
فالواقع ان المخترعات العظيمة التي ظهرت في فروع الصناعة المختلفة, وخاصة صناعة الغزل والنسيج التي كان لها الاثر البارز في قيام الثورة الصناعية في انكلترا, فقد كانت هذه الصناعة ناشئة في النصف الثاني من القرن الثامن عشر, غير انها شهدت ازدهارا مطردا مع ادخال آلات جديدة الى صناعة الغزل والنسيج. كذلك تغيرت الصناعات التعدينية في انكلترا في اثناء الثورة الصناعية تغيرا جذريا وخاصة بعد اكتشاف فحم الكوك وصناعة الافران. كذلك كان لاختراع الآلة البخارية وقع عظيم على الاقتصاد, اذ قلب ميزان القوى الاقتصادية وفتح الطريق الى استغلال قوى الطبيعة واخضاعها بفضل جهود الانسان لخدمة اهدافه وحاجاته.
ولايعني تحديد عام 1760م بالذات بداية للثورة الصناعية, حيث لم يكن هناك تقدم فني في طرق الانتاج الصناعي ووسائله قبل هذا التاريخ, فمنذ ان اصبحت الصناعة حرفة مستقلة في القرن الثاني عشر الميلادي, حدث تقدم ملموس في طرق الصناعة ولكن هذا التقدم كان بطيئا, اذ استغرق ستة قرون من الزمان , بعكس ماحدث خلال الفترة من 1760 الى 1830م, اذ كان التقدم سريعا لدرجة مذهلة.[1]   
كان التقدم البطيء في الثورة الصناعة الاوروبية قبل الثورة الصناعية يلاقي بالعقبات والصعوبات وعدم القبول العام من الناحية الاخرى, فلقد كانت كل من الحكومة والافراد يحولون دون تحقيق التطور والتقدم في الصناعة وذلك خشية ان يؤدي ذلك الى احداث البطالة وما يستتبع ذلك من نقص في دخول الافراد, فكثيرا ما منع الحكام استخدام الآلآت في الصناعة وكثيرا ما اعدم المخترعون حتى لاتؤدي اختراعاتهم الى جلب الهموم والمشاكل الى المجتمع, ولعل السبب في ذلك يرجع الى ان اقتصاد اوروبا كان ساكنا, فعدد السكان لايتزايد بسرعة كما ان الطلب على السلع لم يكن متزايدا, ولذلك فزيادة الانتاج نتيجة اكتشاف المخترعات لابد ان يؤدي الى توفير بعض العمال, فتنتشر البطالة والفقر.[2]
لكن هذا الوضع تغير نتيجة لتغير الظروف الاقتصادية أثناء القرن الثامن عشر حيث بدأت معدلات النمو السكاني تميل الى الزيادة, كذلك اتسع نطاق التبادل في الداخل والخارج وهذا دعى الى ضرورة زيادة الانتاج, لذلك رحبت الحكومات والهيئات المختلفة بالمخترعات الحديثة وشجعتها بمختلف الوسائل, وهذا هيأ البيئة نحو تغير شامل في الصناعة.[3]
ومن جهة اخرى لايعني عام 1830م نهاية التقدم الفني في طرق الانتاج الصناعي ووسائله, ولكنه يعني فقط نهاية الفترة التي شهدت التغيرات الكبيرة في الهيكل الصناعي بانكلترا وما ترتب عليها من نتائج بالغة الاهمية, فالتقدم الفني سيظل مستمرا حتى يرث الله الارض ومن عليها, ونذكر في هذا المجال التغير الكبير في طرق الانتاج الصناعي ووسائله في الدول الصناعية الكبرى مثل الولايات المتحدة الامريكية, والاتحاد السوفيتي,  والمانيا الغربية, وانكلترا, وفرنسا .. الخ, الذي حدث في عام 1950م, فمنذ ذلك التاريخ أدخل نظام الآلية, اذ اصبحت الآلآت تدار اوتوماتيكيا اي دون الحاجة الى العمال, الا في بعض العمليات الخاصة, لقد كان هذا التطور هائلا لدرجة ان البعض اطلق عليه تسمية ( الثورة الصناعية الثالثة ).[4]  
وللالمام ببعض الجوانب للثورة الصناعية ينبغي دراسة النقاط التالية :


 - لطفي, علي. د – التطور الاقتصادي – دراسة تحليلية لتاريخ اوروبا ومصر – مكتبة عين شمس – القاهرة 1984[1]
 - عجمية, عبد العزيز, د – التطور الاقتصادي في اوروبا والعالم العربي- الدار الجامعية –بيروت – 1988 ص 49 [2]
 - نفس المصدر – ( د. عبد العزيز عجمية )[3]
 - مصدر سابق – (د. علي لطفي )[4]
 

النظام الاقطاعي



عبد الرازق محمد صالح الساعدي
 النظام الاقطاعي 
ترجع نشأة النظام الاقطاعي الى الفكر الانساني في الاستحواذ على الاخرين وشهد العصر الروماني ملامحه الحقيقية لم تظهر بوضوح الا ابتداء من القرن التاسع الميلادي, ووصل الى قمته خلال القرن الثالث عشر, ثم بدأ بعد ذلك في الاضمحلال تدريجيا وليس هناك اتفاق بين المؤرخين حول حادث معين او تاريخ معين لنشأة النظام الاقطلاعي.[1]
بدأ نظام الاقطاع بأقتطاع الملاك والامراء مساحات من الاراضي الى من يدينون لهم بالولاء, وذلك مدى حياتهم, ثم اصبح ذلك امرا وراثيا, ويقوم هؤلاء النبلاء الذين حصلوا على الارض بأقتطاع مساحات منها الى من يدين لهم ولأميرهم وملكهم بالولاء, ومن هنا بدأ الاتجاه نحو تطبيق نظام الحكم المحلي بدلا من نظام الحكم المركزي, اذ يمكن القول ان الضيعة او الاقطاعية كانت وحدة سياسية واجتماعية واقتصادية. فهي وحدة سياسية لان احد الاسياد او النبلاء او رجال الكنيسة كان يملكها ويكون له حق الحصول على دخل منها, وله فيها سلطات واسعة كسلطة جمع الضرائب وتعبئة السكان وقت الحرب. وتعد الضيعة او الاقطاعية وحدة اجتماعية لانها تتكون من مجموعة من الافراد يعيشون معا في قرية صغيرة, وتربطهم عادات خاصة بهم, وتعد الضيعة او الاقطاعية وحدة اقتصادية لان كل من افرادها كان يعتمد على مبدأ الاكتفاء الذاتي, حيث يتعاونون في زراعة الارض واعدادها للانتاج ويشتركون في دفع الضرائب للسيد والكنيسة.[2]
تدل دراسة تاريخ اوروبا الاقتصادي خلال القرون الوسطى ان المدن القديمة سقطت تحت سلطان السادة الاقطاعيين وأرغم اهلها على فلاحة الارض المحيطة بها, وترتب على ذلك اندثار بعض المدن وتحول بعضها الى قرى. ولذلك فان المرحلة الاولى للاقطاع قد تميزت بأندثار معالم المدينة, وسيادة الريف وزيادة اهمية النشاط الزراعي على حساب النشاطين الصناعي والتجاري. وهكذا اصبحت الاقطاعية الوحدة السياسية للنظام الاقطاعي في اوروبا في القرون الوسطى, كما اصبحت كذلك الوحدة الاقتصادية والاجتماعية.[3]وكانت الرفاهية تتسم هنا بالقناعة الذاتية للمجتمع.
نخلص مما تقدم الى ان الزراعة كانت تحتل المركز الاول في اقتصاديات الدول الاوروبية حتى منتصف القرن التاسع عشر. وكان الدخل من قطاع الزراعة حتى ذلك التاريخ اكبر من الدخل من قطاع الصناعة او من قطاع الخدمات.
من المعلوم وحسب مفاهيم الاقتصاديين ان النشاط الاقتصادي يقسم الى ثلاث قطاعات هي: الزراعة, والصناعة, والخدمات, واذا رجعنا الى الاحصاءات نجد ان نسبة المشتغلين بالقطاع الاول كانت اكبر من نسبة المشتغلين بالقطاعين الثاني الثالث, وذلك حتى منتصف القرن التاسع عشر. فمنذ قيام الثورة الصناعية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر ودخول الآلة الميكانيكية في كل حقول الانتاج وتعويض العمل الانتاجي بلآلآت الميكانيكية الحديثة بدأت نسبة المشتغلين بقطاعي الصناعة والخدمات تزداد وفي الوقت نفسه قلة نسبة المشتغلين بالزراعة, وقد اشتهر نظام الاقطاع بنمو الطوائف الحرفية وطبقة الصناع الذين اخذوا على عاتقهم توفير احتياجات المجتمع من الصناعات الحرفية. ويتكون نظام الطوائف الحرفية من عدد من ( الاسطوات ) او المعلمين في كل حرفة على حدة. ويقوم (الاسطى) او المعلم بمباشرة حرفته بمساعدة عدد من الحرفيين والصبية.
تميز العصر الاقطاعي كذلك بنمو التجارة والمدن التجارية, مما ادى الى تكوين طبقة من كبار التجار الاغنياء داخل كل مدينة, وقد ساهمت طبقة التجار والمدينة عموما في   نظام الاقطاع ذاته, فمن ناحية اصبحت المدينة مقصدا للهاربين من وطأة حكم الاقطاع وظلمه داخل الريف, ومن ناحية اخرى كان لدى الاغنياء من تجار المدن المال الذي ساهم في نشأة النظام الراسمالي.[4]


 - حشيش, عادل احمد – تاريخ الفكر الاقتصادي – دار النهضة العربية للطباعة والنشر - 1974[1]
 - عمر,حسين – تطور الفكر الاقتصادي – الكتاب الاول – دار الفكر العربي - 1994[2]
 - أريك رول – تاريخ الفكر الاقتصادي – ترجمة راشد البراوي – دار الكتاب العربي للطباعة والنشر - 1986[3]
 - مصدر سابق (اريك رول)[4]