·
تقديط عبدرازق محمد صالح الساعدي
التنظيم الأجتماعي في المشاعية
البدائية :
حالما تكون الاقتصاد البدائي, إنتظم
المجتمع في وحدات عشائرية هي وحدات جماعية تربطها رابطة الدم, وهي أضيق نطاقا من
حجم القبيلة وهذا الاصطلاح هو ترجمة لكلمة (Gens)
اللاتينية, ويترجمها بعضهم بكلمة (بطن)[1]
والبعض الآخر بكلمة قبيلة.[2]
(عشيرية الانتاج )
وكان سبب اقتصار العمل المشترك
على النطاق العشيري الضيق هو بدائية ادوات الانتاج وعدم كفايتها لتوسيع نطاق
الحياة المشتركة فكان من الطبيعي ان تبدأ الجماعة أولا في نطاق روابط النسب والدم
وان يكون تقسيم العمل تقسيما طبيعيا.
احتلت المرأة في الحياة العملية
دورا بارزا في المرحلة الاولى من النظام العشيري بسبب شروط الحياة المادية نفسها, اذ
كانت الزراعة والتدجين البدائي هما من أختصاص المرأة أهم من الصيد الذي كان يقوم
به الرجل من الناحية الاقتصادية, لهذا لعبت المرأة دورا رئيسيا في المجتمع العشيري
في البداية وأصبح النسل ينسب اليها من دون الرجل وهذا مايعرف بنظام العشيرة
الامومية ((Matriarchal [3], الا ان تطور القوى المنتجة وظهور التدجين المتطور ( المراعي )
والزراعة المتطورة كزراعة الحبوب, أحل نظام العشيرة الابوية محل العشيرة الامومية وانتقلت
السيادة في المشاعية البدائية الى الرجل واصبح النسب ينسب اليه, وبعبارة اخرى ان
الثروات الجديدة أدت الى ثورة في نظام الاسرة حيث يستنتج فريدريك أنجلس من هذه
الحقائق التاريخية (ان تحرير النساء لايمكن ان يتم الا اذا أتيح لهن الاسهام في
الانتاج على نطاق إجتماعي واسع).[4]
( الامومة الانتاجية )
·
التقسيم الاجتماعي للعمل وبداية
التبادل :
كان الانسان في بادئ الامر يعمل
بمفرده لاشباع الحاجات والرغبات, ثم سرعان ماظهرت الحاجة الى التعاون متزامنا مع
اكتشاف ادوات العمل ثم تطورها, وكانت في هذه الفترة ملكية وسائل الانتاج ملكية
جماعية, ولم يكن هذا النمط يخلق فائض قيمة يتم الصراع عليه او استغلاله من قبل
الاخرين, ثم ظهر تقسيم العمل عندما بدأ الناس يتجمعون في عشائر وكانت العشيرة
الامومية هي الشكل السائد لان المرأة في هذه الفترة لعبت دورا اساسيا في الانتاج,
ثم بعد ذلك انتقلت السيادة للرجال, ومع تطور الزراعة وتولي الرجال تربية الماشية
ساهم التطور في وسائل الانتاج وظهور الزراعة ووجود تقسيم للعمل الى ظهور فائض
انتاج, الى جانب ظهور أدوات الحياكة ووجود سلع ارتبطت باستخراج المعادن, الامر
الذي أدى الى ظهور الملكية الفردية والتفاوت في تكوين الثروات, وبدأت عملية
استثمار الانسان حيث تم تشغيل أسرى الحرب والفقراء في أعمال انتاجية تخلق فائض
قيمة أجتماعي عمل على تراكم الثروة وظهر الانتاج من أجل المبادلة في شكل سلع
وبضائع من أجل تحقيق ربح لا من أجل سد الحاجات أو الاستهلاك المباشر للافراد
المنتجين.[5]
ثم بدأ نطاق التبادل يتسع مع
ظهور تقسيمات اجتماعية أخرى للعمل بنتيجة تطور أدوات الانتاج فظهرت مهنة صنع
الاواني الفخارية والحياكة اليدوية, ومع ظهور الحديد أمكن صنع الادوات والاسلحة
الحديدية ( المحراث – والفأس – والسيف ) وبذلك تمهد الطريق لانقسام جديد هام في
المجتمع هو التخصص الحرفي أو المهني داخل المشاعية نفسها مما أدى الى توسع نطاق
المبادلات, ويلاحظ ان التبادل كان في البداية على أساس عشائري, اي كان يتم بين
رؤوساء العشائر بأسم عشائرهم, ثم تحول ( بعد تملك الماشية ملكية خاصة ) الى تبادل
بين الافراد. وقد كان هذا التحول تدريجيا الى ان أصبح التبادل الفردي هو الشكل
الوحيد للتبادل.[6]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق