الأربعاء، 2 يناير 2013

تطورات الاقتصاد العالمي



تطورات الاقتصاد العالمي
عندما نتحدث عن الرفاهية الاجتماعية لابد لنا من تناول الاقتصاد من نواحي تطوره ودوره وأثره في تحقيق الرفاهية ولو جزئيا في زمان ومكان معينين. ( وبدءا من البيت او العائلة ) نبحث الوضع الاقتصادي كعامل مهم في رفاهية تلك العائلة بنظام اقتصادي واجتماعي منظم, واذا مادرسنا تاريخ الاقتصاد وتطوره عبر العصور نلمس بان الانسان كان يحاول دوما على حفظ الذات.. وهو القانون الوضعي الاول في الطبيعة.. ولكي يحافظ الانسان على ذاته ضمن هذا القانون لابد له من العمل الجاد, وكان محرك ذلك العمل هو الجوع الذي كان يقوده دوما الى العمل, والذي نسميه حاليا وفق المصطلحات الاقتصادية بالحاجات الانسانية والذي يحتاج ذلك الانسان الى اشباعها, وانتقالا من نظام المشاعية البدائية التي كانت الطبيعة هي مصدر العمل المعنوي في انتاج المحاصيل والفواكه والولادات في الفصيلة الحيوانية. استطاع الانسان سرقة عمل الطبيعة العفوي ليتعلم كيف ينتج وكيف يهتم  بمصدر الموارد الطبيعية مثل الاشجار ورعي الحيوانات, ليكون هو العامل الحقيقي في الطبيعة وفي عمله هذا شارك معه   الحيوانات الداجنة مثل الابقار والحمير والحصن, كمولد للطاقة الحركية في التنقل والامان.
اذن كان المدخل الاول للانسان هو العمل لتدبير محيطه والحفاظ على ذاته اي بعمل الانتاج, والانتاج في الاقتصاد يعتبر جوهره واداته الاول, ويليه نشاطات اقتصادية اخرى كالمقايضة وامتلاك الاراضي وبيع المياه وبناء المدن وتقسيم العمل ومعرفة الحاجات البشرية واشباع الرغبات وتكوين العمالة وجمع الثروات (الراسمال) وتعلم التنظيم في العمل(الادارة) والاعتماد على الاخرين في العمل لقاء اشباع رغباتهم (العمل) والحفاظ على الاراضي وحراثتها والاعتماد عليها كمصدر انتاجي (الارض). أي نظم العوامل الانتاجية الاربعة تحت رعايته.
وهكذا دخل الانسان انذاك مدخل الاقتصاد بعفوية انسانية بدون دراسات وتخطيط وبحوث. اذن الاقتصاد موجود منذ الخليقة ولكن بطرق عفوية, مصدره حفظ الذات- الجوع-  والاشباع- والعمل.
ولكي اسلط الضوء على تلك التطورات الاقتصادية تضمن هذا الباب ثلاثة فصول وكل فصل تضمن مبحثين... وسأتناول الباب وفصوله في الصفحات التالية:

ليست هناك تعليقات: