الأربعاء، 2 يناير 2013

واقع الاقتصاد في العصور القديمة




واقع الاقتصاد في العصور القديمة 
تقديم عبد الرازق محمد صالح الساعدي
ظهر الانسان في بداية المرحلة الحالية لتاريخ الارض قبل اكثر من مليون عام, نتيجة تطور بايولوجي طويل امتد حوالي ثلاثين مليون عام, ويعتقد العلماء ان الانسان ينتسب بايولوجيا الى نوع من انواع القرود العليا الشبيهة بالانسان (Anthropoide Apes ) وهي السلف المشترك للانسان الحالي وبعض انواع القرود العليا المعروفة الان.[1]
هناك مصدرين لمنشأ الانسان وتطوره , الاول المصدر البايولوجي وقد أمتد حوالي ثلاثين مليون عام كما ذكر, تكاملت بنتيجة تطور وتكيف وسيطرة الانسان على الطبيعة الخصائص البايولوجية الحالية للانسان ( القامة المعتدلة, التخصص الوظيفي للاطراف, حرية الاطراف العليا اي الايدي, تطور العضوية البشرية. والمصدر الثاني هو المصدر الاجتماعي, وقد امتد في المدة الواقعة بين حوالي المليون ونصف المليون عام من تاريخ الانسان, وقد لعب العمل الدور الحاسم في هذه المرحلة حيث تشكلت الخصائص البشرية المميزة للانسان عن اقرب الحيوان شبها به, وفي هذه المرحلة تطورت قدرات الانسان الاجتماعية ( العمل الواعي, صياغة المفاهيم التجريدية, القدرة على النطق المفصل واللغة .... الخ )[2]
تميز الانسان عن الحيوان بانه استطاع صنع أدوات للعمل مهما تكن بسيطة وذلك للاضطرار اليها بسبب ضعفه امام الطبيعة ولذلك سمى بعض العلماء الانسان (الحيوان الصانع ) ومنذ ان بدأ الانسان صنع ابسط الادوات الحجرية بدأ العمل نفسه, ونتيجة هذا العمل ظهرت يد الانسان بهذا الشكل المعروف متطورة من أطرافه الامامية, فاليد اذن ليست أداة العمل فقط بل هي نتيجة ايضا, وبتحررها تم الانتقال الى السير العمودي للانسان نهائيا.[3]
والعمل ايضا هو الذي خلق الرابطة الاجتماعية, اذ كان صنع الادوات واستعمالها يتمان منذ البداية بصورة مشتركة, اي ان ظهور الانسان سجل في نفس الوقت ظهور المجتمع البشري, اي الانتقال من الحالة الحيوانية الى الحالة الاجتماعية. والعمل المشترك ادى بدوره لظهور اللغة اللفظية وهي التي بدونها لايمكن تصور الانتاج الاجتماعي نفسه, وبالعمل واللغة معا تكاملت أجهزة الانسان وخاصة الدماغ مما ادى الى امكانية تطور التفكير نفسه وتوسع المدارك والحواس وتكاملت أعضاء الحواس ومعنى كل ما مر ان ( العمل ) هو الذي كون الانسان بالذات. [4] والعمل بدوره ادى الى خلق الانتاج, والانتاج ادى الى اشباع الرغبات, والرغبات أدت الى التبادل السلعي والمقايضة. كل هذه العمليات العفوية أدت الى خلق الاقتصاد العفوي لدى الانسان دون ان يدرك ماهيته لكنه كان أداة التنظيم والادارة لتحسين الانتاج والتطور فيما بعد, وشهدت البشرية تطورات اقتصادية من بينية الى اقليمية ثم العالمية.
وعليه ولكي أركز على الاقتصاد في العصور القديمة لابد ان نسلط الضوء على مبحثين أساسيين هما :
المبحث الاول :التطور الاقتصادي في العصور القديمة
الاقتصاد كما هو معروف يدخل في كل حياتنا اليومية , ويدخل ضمن البيت او القرية او المدينة او ابعد من ذلك الى الدويلات والدول.
وعندما نتكلم عن الاقتصاد العالمي لابد لنا من وضع تساؤل... هل كان هناك اقتصاد (عالمي) بالمعنى الشائع في العصور القديمة؟ بالطبع سيكون الجواب لا .. وذلك لان الاقتصاد انذاك كان يتسم بالفردية والعائلية والكهفية .. وهكذا.
أن اول نظام اقتصادي اجتماعي وجد منذ عدة آلاف من السنين وكان مشتركا بين كل الشعوب في المرحلة الاولى من تطورها وهو ( النظام المشاعي البدائي ) حيث كانت علاقات الانتاج[5] في هذا النظام بمستوى منخفض من تطور القوى الانتاجية والحالة البدائية لأدوات العمل والتقسيم الطبيعي للعمل حسب الجنس والسن, وكان أساس علاقات الانتاج الملكية المشتركة لوسائل الانتاج ( أدوات العمل , الارض, والمساكن ... الخ)
وفي إطار الملكية المشتركة كانت هناك أيضا ملكية خاصة للأسلحة والملابس والأواني المنزلية .. الخ. وكان إشباع الحاجات في النظام المشاعي البدائي يتم جماعيا بواسطة الجماعات السكانية المتواجدة في مكان ما, وكان الناتج يقسم الى أجزاء متساوية ويستهلك جماعيا.
ولم يكن البدائيون يستطيعون بغير العمل العفوي معا أن يؤمنوا وسائل معيشتهم وان يحموا أنفسهم من هجمات الحيوانات المفترسة والجماعات المجاورة.
وعلى أساس أول تقسيم للعمل, اي الفصل بين تدجين الحيوانات والزراعة بدأت القوى الأنتاجية للنظام المشاعي البدائي بالظهور العفوي ومن ثم بدأ بالتطور على مر الزمن, ومع تطورها نشأ وتطور التبادل والملكية الخاصة والتفاوت الاقتصادي بين أفراد أعضاء الجماعة. وظهر العمل العبودي.
أدى العمل العبودي الى مزيد من التفاوت الاقتصادي وكان مسؤولا عن تفكك المجتمع البدائي, وبدأ الانتاج الجماعي والتوزيع المتساوي للناتج يقيد القوى الانتاجية, وفي المرحلة العليا من تطور النظام المشاعي البدائي ثم تقسيم العمل وهو الفصل بين أصحاب الحرف اليدوية والزراعة, سهل هذا بحدوث إنهيار أكبر في النظام المشاعي البدائي, وكانت النتيجة ظهور الفقراء والأغنياء والأستغلال والطبقات والدولة وحلت محل النظام المشاعي البدائي المجتمعات الطبقية, مثل النظام العبودي والنظام الإقطاعي.
ولكي نعطي الموضوع حقه من باب التحليل الواقعي وحسب المعطيات الواقعية, نتمكن أن نجزم بأن الاقتصاد في العصور ماقبل التاريخ [6]يكاد يكون غامضا لولا بعض الرموز والصور ولآلآت التي تركها الانسان في الكهوف التي تعود الى العصور التاريخية القديمة الاولى.
والسؤال هنا .. هل كان هناك اقتصاد بمعنى الاقتصاد الذي نتناوله الان في حياتنا ؟
بالتاكيد أن الاقتصاد شيئ عفوي يدخل حياتنا دون أن نلمسه حسيا ولكنه يبدأ بالانسان ويعمل على شكل نظام اقتصادي واضح بدءأ بالأكل والهضم والخزن وافراز الهرمونات وتنظيم الجسم والعائلة من خلال الولادات والاهتمام بهم وهكذا.
فالاقتصاد متمثل بنا دون ان ندركه لذا فالإنسان عفوي الاقتصاد ويعمل بمضمونه من نفسه الى المحيط الذي يعيش فيه لينظم حياته.
فمصطلح الاقتصاد Economy تناوله الفلاسفة اليونانيون [7], بأنه ادارة وتنظيم البيئة التي يعيش فيها الانسان أي ( Eco ) وتعني به المكان والبيئة و ( Nomy ) اي التدبير والتنظيم.
ويصنف الاقتصاد في العصور القديمة الى ..1- المشاعية. 2- الرق والعبودية. 3- الاقطاع. وهذا ماسنتناوله في المحاور التالية.
المحور الاول : ألنظام ألمشاعي ألبدائي
يعتبر نمط الإنتاج الطبيعي العفوي البدائي أول نمط إنتاج عرفه التاريخ الاقتصادي, وظهر نمط الإنتاج البدائي منذ ظهور الإنسان قبل أكثر من مليون عام وعرفت هذه الفترة بالعصر المشاعي, ويمكن حصر وتوضيح السمات والخصائص لنظام المشاعية البدائية بما يلي:
·        عرفت عملية الإنتاج البدائي بالإعتماد الكلي على الطبيعة مما أدى الى تدني وإنخفاض مستوى الإنتاج الفردي, , ولهذا السبب سعى الإنسان في صراعه المستمر الى محاولة الإنفلات من التبعية للطبيعة  بتطوير وسائل العمل بهدف السيطرة على إنتاجيات الطبيعة وقد إستلزمت هذه العملية زمنا طويلا ( آلاف السنين ).
ففي المرحلة الأولى من حياة الإنسان البدائي إقتصرت حياتهم الاقتصادية  على جني الثمار والقنص الجماعي, وكان شائعا في ذلك الوقت أكل اللحوم البشرية وذلك لنقص الغذاء. وكان الفأس الأداة الحجرية التي إستخدمها البشر لأطول فترة على الاطلاق, ويقدر البعض بانها تغطي 99% من تاريخ استخدام الادوات عندهم.[8]
·        وفي مرحلة ما من مراحل هذا العصر إكتشف الإنسان النار وتعلم صناعتها, وكان هذا الأخير بمثابة إنعطاف حاسم في حياة الإنسان البدائي, فسجل إكتشاف النار نصرا هائلا للإنسان ضد الطبيعة, فقد كان لإكتشاف النار وكيفية إستخدامها أهم حدث شهدته الإنسانية.
ويظن العلماء ان الإنسان القديم إكتشف النار منذ حوالي نصف مليون عام.[9]
لملاحظتهم المستمرة للنار الناتجة عن الثورات البركانية أو البرق والصواعق. ومهما يكن فان إكتشاف النار حدث ضمن الحاجة الملحة لها, وضمن الملاحظات والتجربة ثم البرهان. وهكذا تعلم الإنسان إستعمال النار وأصبح يعتمد عليها, وبالعيش بالكهف والنار عند مدخله أصبحت العائلة في أمان من الحيوانات المتوحشة لأنها تهاب النار ولن تقترب منها طالما بقيت مشتعلة. وقد وفرت النار لهم الدفء وكذلك وفرت موقدا لطهي الطعام, وهكذا كانت البدايات ثم أسرع الإنسان الخطى في إستخدام النار, فبعد تعظيم النار وعبادتها أصبح بمقدور الإنسان السيطرة على النار وتوظيفها في مختلف مجالات الحياة, كما مكنته وهذا الأهم من صنع أدوات إنتاجية جديدة. وكذلك كان الغذاء اللحمي ( بفضل الصيد ) أن طور الانسان جسديا وفكريا, وبذلك إزدادت مقدرته على صنع أدوات إنتاج أكثر إتقانا.
·        بعد ذلك تعلم الإنسان صنع الأدوات من المعدن الخام مثل النحاس ثم البرونز والحديد ولهذا سمي العصران اللآحقان بالعصر البرونزي والعصر الحديدي وترجع آثار البرونز المكتشفة في العراق الى الألف الرابعة قبل الميلاد وأولى آثار الحديد في العراق الى الألفي سنة قبل الميلاد.[10]
·        سجل إختراع القوس والسهم مرحلة هامة في إتقان أدوات العمل مما مهد لمرحلة تربية الماشية (التدجين) بشكلها النهائي ( دجن الكلب أولا ثم المعز فالبقر فالخنزير فالحصان على التوالي ) ثم أعقب التدجين إستعمال الماشية كقوة للجر.[11]
·        وبصورة عامة يمكن القول إن التطور الحاصل في أدوات العمل كانت له نتائج هامة. أهمها ساعد على ظهور الأشكال البدائية للزراعة حيث بدأ الإنتقال تدريجيا من جمع النباتات الى العمل الزراعي المتطور( زراعة الحبوب والقمح والأرز والذرة ). وكان هذا تقدما هاما جديدا في تطور قوى الإنتاج في المجتمع, وقد تعلمها الإنسان بملاحظة نمو النباتات العفوي في الطبيعة. وأدى إستخدام الأدوات المعدنية الى إزدياد إنتاجية العمل الزراعي, وبالتدريج بدأت القبائل البدائية تتحضر بالسكن في مناطق مستقرة معينة بذاتها.[12]وهكذا ظهرت الرفاهية الغذائية.
والملاحظ أن كثير من علماء الاقتصاد يسمونه مرحلة المجتمع الزراعي القائم على الملكية المشاعية لوسائل الإنتاج بمرحلة ( المشاعية البدائية الزراعية ), ويعتبرونها المرحلة الأولى في تاريخ تطور النظم الاقتصادية, مثلا الاقتصاديان البريطانيان (Haussen و Maurer ).[13]اي الرفاهية الاقتصادية.
·         علاقات الإنتاج في المجتمع البدائي :
لم يعرف الإنسان الملكية الفردية بمعناها الصحيح في المراحل البسيطة الأولى من حياته, بل كان يسود هذه الحياة نوع من التضامن والمشاعية ناشيئ من صعوبة الظروف التي لم يكن الفرد قادرا على مواجهتها وحده, وعن ضآلة الإنتاج وبساطته, وعدم وجود أي فائض إنتاجي يسمح بأستغلال عمل الآخرين, لأن العمل كان كله موجها نحو تلبية الحاجات الضرورية المباشرة. في هذه المرحلة كان الفكر الإنساني يتسم بنفس البساطة والبدائية التين كان يتسم بهما الإنتاج. وربما كان من الممكن تشبيه فكرة التقارب بين الانسان والطبيعة وإزالة الحواجز بينهما, بمبدأ الملكية المشاعية السائدة في الاقتصاد البدائي لهذه الفترة.[14] الاساس في تكوين العلاقات الانتاجية آنذاك.
كانت المشاعات البدائية منظمة بشكل يضمن بقائها الجماعي في شروط عيش بالغة الصعوبة. وكان كل فرد يشارك الزاميا في العمل, حيث ان عمل كل فرد ضروري لبقاء المشاعة, وإنتاج القوت يكفي بالكاد لإطعام الجماعة. ولو وجدت امتيازات مادية لحكمت على قسم من القبيلة بالمجاعة وحرمتها من إمكانية العمل بصورة عقلانية ونسفت بالتالي شروط البقاء الجماعي, هو ذا السبب الذي جعل التنظيم الاجتماعي في تلك المرحلة من تطور المجتمعات البشرية ينزع الى المحافظة على حد اقصى من المساواة داخل الجماعة البشرية. بدايات الاعتراف بحقوق الانسان.
وقد لاحظ علماء الانكليز ( هوبهاوز- ووهير – وغينسبرغ ) بعد دراستهم للمؤسسات الاجتماعية في 450 قبيلة بدائية, لاحظوا غيابا تاما للطبقات الاجتماعية لدى جميع القبائل التي جهلت الزراعة.[15]
فكان في هذا المجتمع الملكية المشتركة لوسائل الانتاج أساس العلاقات الانتاجية وكانت تطابق تعاونية العمل, بسبب بدائية قوى الانتاج, اي ان الملكية المذكورة كانت تتطابق بالضرورة مع طبيعة قوى الانتاج أو بعبارة اخرى كانت تعاونية العمل في هذا المجتمع نتيجة ضعف الفرد المنعزل وليس نتيجة جعل وسائل الانتاج جماعية, كذلك كانت ثمار العمل اي المواد الاستهلاكية نفسها مشتركة لنفس الاسباب السابقة, ولم تكن الملكية الفردية موجودة الا في وسائل الدفاع لضرورة استعمالها فرديا, ولم يكن بالامكان اي انتاج اضافي يزيد على أبسط ضرورات الحياة, وبالتالي انعدم وجود الاستثمار او الاستغلال ( لانعدام موضوعيته وهو ( الفائض ).[16]



 - معهد الاقتصاد السوفياتي – ملخص في الاقتصاد السياسي – الترجمة الفرنسية – 1979 – ص21[1]
 - نفس المصدر السابق ( معهد الاقتصاد السوفياتي )[2]
 - يقدر العالم الاقتصادي الانكليزي جون آيتن .. ان الانسان العمودي الاتجاه ظهر منذ حوالي نصف مليون الى اربعمائة الف عام- الدكتور ابراهيم كبة [3]
 - فريدريك أنجلس – دور العمل في تكوين الانسان[4]
 - الطبيعة كانت المنتجة وصاحبة الانتاج,وكانت عوامل الانتاج غائبة نوعا ما لذا فلا يمكن اعتبار الانتاج اقتصاديا بل عفوي.  الباحث[5]
- وأقصد به التاريخ غير المكتوب.. اي التاريخ التخميني والتقديري. (الباحث)[6]
 - ارسطو طاليس[7]
 - عفيفي فتحي. د –  التاريخ القديم – جامعة الازهر – موسوعة حضارة العالم 1979 [8]
 - جعفر حسن – مقالة بعنوان – تاريخ ماقبل النار – مجلة الوطن المصرية - 2007[9]
 - كبة, ابراهيم – د. دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي – الجزء الاول – مطبعة الرشاد - 1970[10]
 - مصدر سابق ( ابراهيم كبة )[11]
 - جون آيتن – الاقتصاد السياسي – الفصل الاول – ص6-15[12]
 - ماكس فيبر – التاريخ العام للاقتصاد – الفصل الاول - 1923[13]
 - زكريا فؤاد.د – الجوانب الفكرية في مختلف النظم الاجتماعية – دار مصر للطباعة - 2005[14]
 - منتدى آفاق الفلسفة والسوسيولوجيا والانثروبولوجيا[15]
 - مصدر سابق ( د. ابراهيم كبة )[16]

تطورات الاقتصاد العالمي



تطورات الاقتصاد العالمي
عندما نتحدث عن الرفاهية الاجتماعية لابد لنا من تناول الاقتصاد من نواحي تطوره ودوره وأثره في تحقيق الرفاهية ولو جزئيا في زمان ومكان معينين. ( وبدءا من البيت او العائلة ) نبحث الوضع الاقتصادي كعامل مهم في رفاهية تلك العائلة بنظام اقتصادي واجتماعي منظم, واذا مادرسنا تاريخ الاقتصاد وتطوره عبر العصور نلمس بان الانسان كان يحاول دوما على حفظ الذات.. وهو القانون الوضعي الاول في الطبيعة.. ولكي يحافظ الانسان على ذاته ضمن هذا القانون لابد له من العمل الجاد, وكان محرك ذلك العمل هو الجوع الذي كان يقوده دوما الى العمل, والذي نسميه حاليا وفق المصطلحات الاقتصادية بالحاجات الانسانية والذي يحتاج ذلك الانسان الى اشباعها, وانتقالا من نظام المشاعية البدائية التي كانت الطبيعة هي مصدر العمل المعنوي في انتاج المحاصيل والفواكه والولادات في الفصيلة الحيوانية. استطاع الانسان سرقة عمل الطبيعة العفوي ليتعلم كيف ينتج وكيف يهتم  بمصدر الموارد الطبيعية مثل الاشجار ورعي الحيوانات, ليكون هو العامل الحقيقي في الطبيعة وفي عمله هذا شارك معه   الحيوانات الداجنة مثل الابقار والحمير والحصن, كمولد للطاقة الحركية في التنقل والامان.
اذن كان المدخل الاول للانسان هو العمل لتدبير محيطه والحفاظ على ذاته اي بعمل الانتاج, والانتاج في الاقتصاد يعتبر جوهره واداته الاول, ويليه نشاطات اقتصادية اخرى كالمقايضة وامتلاك الاراضي وبيع المياه وبناء المدن وتقسيم العمل ومعرفة الحاجات البشرية واشباع الرغبات وتكوين العمالة وجمع الثروات (الراسمال) وتعلم التنظيم في العمل(الادارة) والاعتماد على الاخرين في العمل لقاء اشباع رغباتهم (العمل) والحفاظ على الاراضي وحراثتها والاعتماد عليها كمصدر انتاجي (الارض). أي نظم العوامل الانتاجية الاربعة تحت رعايته.
وهكذا دخل الانسان انذاك مدخل الاقتصاد بعفوية انسانية بدون دراسات وتخطيط وبحوث. اذن الاقتصاد موجود منذ الخليقة ولكن بطرق عفوية, مصدره حفظ الذات- الجوع-  والاشباع- والعمل.
ولكي اسلط الضوء على تلك التطورات الاقتصادية تضمن هذا الباب ثلاثة فصول وكل فصل تضمن مبحثين... وسأتناول الباب وفصوله في الصفحات التالية:

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

تحذير من تعريض عبوات المياه البلاستيكية لأشعة الشمس اقرأ المزيد : تحذير من تعريض عبوات المياه البلاستيكية لأشعة الشمس - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=73295&y=2011#ixzz2FxM7sSXF

هالة الخياط
حذر جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية من تخزين عبوات المياه البلاستيكية في ضوء الشمس المباشر؛ لأن ذلك يؤثر في الخواص الكيميائية للمياه.
وشدد الجهاز على ضرورة التدقيق على حالة المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية عند الاستعمال للتأكد من صلاحيتها، وعدم وجود ترسبات بها، داعياً الأسر إلى حفظ عبوات مياه الشرب المعبأة في أماكن مناسبة جيدة التهوية وغير معرضة لأشعة الشمس.
وأكد محمد جلال الريايسة مدير الاتصال وخدمة المجتمع في جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، أن الجهاز يفرض رقابة على المنشآت التي تتداول وتخزن منتجات المياه المعبأة، وذلك من خلال الزيارات الدورية والمتابعة، حيث يتم توجيه الإنذارات بحق المخالفين، وفي حالة تكرار البنود مخالفة المنشآت التي لا تلتزم بمعايير واشتراطات التخزين المعتمدة لدى الجهاز، حسب النظام رقم 6 بشأن سلامة الغذاء خلال مراحل السلسلة الغذائية، والذي يتضمن بنوداً تتعلق بالتخزين.

وأوضح أن المياه تعتبر مادة غذائية مهمة، وأن تعريضها لأشعة الشمس المباشرة يؤثر على خواصها الكيميائية، كما أن تعريض العبوات البلاستيكية المعبأة فيها المياه لأشعة الشمس المباشرة يؤثر على مادة العبوات البلاستيكية، وبالتالي على المياه، مشيراً إلى المادة 58 من النظام رقم 6، التي تنص على أن الحاوية التي توضع بها المياه يجب ألا تسبب تغيراً في خواص المادة المعبأة فيها، ومؤكداً حرص الجهاز على إلزام المنشآت الغذائية بتجنب تخزين وعرض المياه تحت أشعة الشمس. وبين الريايسة أن العبوات البلاستيكية التي تعبأ فيها مياه الشرب هي من الأنواع التي تطابق المواصفة القياسية للدولة رقم (UAE.S / GSO 1863:2008) والتي لا تؤدي إلى انتقال مكونات من البلاستيك إلى المياه، حيث يقوم الجهاز بجمع عينات بصورة روتينية من هذه العبوات وإخضاعها للتحليل المخبري للتأكد من صلاحية مياه الشرب.
ودعا الريايسة الجمهور في حالة الشك في صلاحية المياه المعبأة في عبوات بلاستيكية، إلى التواصل مع الجهاز بهذا الشأن من خلال مركز الاتصال التابع لحكومة أبوظبي، أو الرقم المجاني الخاص بالجهاز، أو بجلب العينة إلى مقر جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية لتحليلها.

اقرأ المزيد : تحذير من تعريض عبوات المياه البلاستيكية لأشعة الشمس - جريدة الاتحاد http://www.alittihad.ae/details.php?id=73295&y=2011#ixzz2FxLyVNfQ