الأربعاء، 2 يناير 2013

المشاعية الريفية,



1-    المشاعية الريفية, حيث تتميز بمشاعة الارض اي ملكيتها العامة والاستثمارات الفلاحية الصغيرة, والاستثمار العائلي لا الفردي والملكية الفردية لادوات الانتاج, ولقد بقيت هذه المرحلة الانتقالية ملازمة لدول الشرق القديم حتى في أوج نظامها العبودي, ولكن المشاعية قد تحولت الى مؤسسة عبودية اي استخدمتها الدولة العبودية الاستبدادية الشرقية لاسناد النظام العبودي, بسبب الضرورة المطلقة لصيانة مشاريع الري الكبرى التي لم يكن من الممكن تركها للعمل الفردي اي لملاك العبيد الخاصين, وهذا هو السبب الحقيقي في جميع السمات الخاصة ( النوعية ) للعبودية الشرقية (ملكية الدولة للارض والعبيد, والاحتفاظ بالمشاعيات الفلاحية, مركزية السلطة السياسية).[1]
2-    توسع نظام العبودية على حساب نظام المشاعيات الفلاحية حيث تحول الاخير في الشرق القديم الى نظام انتاج ثانوي يخدم اهداف النظام الاول, حتى اختفى نهائيا في العبودية المتطورة لدى اليونان وروما الغربية على الاخص.[2]
لقد كانت اهم مصادر العبودية الاساسية اولا.. أسرى الحرب وثانيا .. تجريد المشاعيين من وسائل الانتاج وخاصة الارض وثالثا .. الربا والتجارة بالنقود ورابعا .. التجارة بالعبيد.
ونتيجة لطابع الاكراه السافر في نمط الانتاج العبودي الامر الذي أدى الى تعرض قوة العمل العبودية للفناء السريع, من هنا حاجة المجتمعات العبودية  الى افواج من العبيد قوة الانتاج الاساسية في النظام. لذا اصبحت سمة النظام العبودي هي الحرب لغرض الحصول على الاسرى لاستعبادهم. ومن نتائج ذالك زيادة عدد العبيد زيادة كبيرة في المجتمعات العبودية المتطورة, ففي أثينا كان يوجد في عامى 309 ق.م 21000 مواطن من الاحرار مقابل 40000 من العبيد, وفي روما كان يوجد في عام 204 ق.م 214000 من المواطنين الاحرار مقابل عشرين مليون من السكان اغلبيتهم الساحقة من العبيد.[3]
أما مايتعلق بسقود النظام العبودي, عالجت المؤرخة السوفياتية ( ايلينا شتايزمان ) عدة نقاط في هذا الموضوع ويمكن تلخيص أهم النقاط الواردة في دراستها بما يلي:[4]
1-    ان سقوط العبودية لم يتم بالطرق السلمية عكس ماتذهب اليه بعض المدارس الاكاديمية البرجوازية. ومنها ان السقوط لم يتم فجأة بل استغرق مرحلة تاريخية طويلة. نتيجة الصراعات بين الفقر والغنى, اي صراعات من أجل تحقيق الرفاهية
2-    تعدد وتداخل عوامل سقوط العبودية ( انتفاضات العبيد والكولون, والغزوات الاجنبية ... الخ ) وعدم حدوث ثورات اجتماعية وسياسية, كما حدث بالنسبة للثورات البرجوازية, وعدم الغاء العبودية بتشريعات محددة التاريخ كما حصل لالغاء القنانة.
3-    ضعف الكفاح الطبقي بين الطبقة المالكة الجديدة شبه الاقطاعية والطبقة المالكة القديمة ( العبودية ) لاتفاق مصالحهما في كثير من الاحيان في اضطهاد الجماهير المنتجة مما ساعد على بطء عملية التحول من العبودية الى الاقطاع وبقاء مخلفات العبودية في قوانين الاقطاع.[5]
4-    انتهت انتفاضة العبيد ضد مستثمريهم في النظام العبودي بتحطيم كلا الطرفين المتصارعين.[6] أما الطبقات الناشئة وخاصة طبقة كبار ملاكي الارض والمزارعين المستقلين الذي اتفقت مصالحهم في اقامة علاقات استثمارية جديدة أكثر تقدمية في القطاع الزراعي, ويبدوا ان الطبقة الطليعة في فترة التحول من العبودية الى الاقطاع كانت ( الارستقراطية المالكة للارض ) الآخذة في التحول الى الاقطاع, وان الحركات التقدمية كانت تمثل في جميع الحركات التي سرعت في عملية التحويل.[7]


 - الياس مرقص – الماركسية والشرق – بيروت - 1969[1]
 - نفس المصدر – ( الياس مرقص )[2]
 - غنيم, أحمد محمد –تطور الملكية الفردية – ص46[3]
 - مصدر سابق ( د. ابراهيم كبة )[4]
 - فريدريك انجلس – أصل العائلة – طبعة الايدسيون سوييال – 1954 – ص275 [5]
 - كارل ماركس وفريدريك انجلس – البيان الشيوعي – الترجمة الفرنسية – ص29[6]
 - مصدر سابق – (د.ابراهيم كبة )[7]

نظام الرق أو العبودية



عبد الرازق محمد صالح الاساعدي
المحور الثاني : نظام الرق أو العبودية
نتيجة سلسلة من اكتشافات أدوات الانتاج أدت بدورها الى زيادة أنتاجية العمل وظهور تقسيمات أجتماعية جديدة للعمل وتطور التبادل والملكية الفردية ونشوء الطبقات والدولة, نشأ النظام العبودي أول مانشأ في أحضان المشاعية البدائية.
ويعتبر هذا النظام تاريخيا أول أشكال الأنظمة الاستبدادية وأشدها قسوة, وقد وجدت لدى جميع الشعوب تقريبا وأول نظام في التاريخ يقوم على استغلال الانسان لاخيه الانسان, وعلى التناحر الطبقي وكانت العبودية في اولى مراحلها تسمى بالعبودية الابوية او العبودية البيتية, وكان عدد الارقاء قليلا وكان السيد مالك الرقيق يشتغل في الارض مع ارقائه ولم يقتصر العمل في هذه المرحلة على الرقيق وحدهم كما حدث في المرحلة اللاحقة.
استهل اسلوب الانتاج في نظام الرق تاريخه حين صار استغلال الرقيق هو السائد في عملية الانتاج, وحين انقسم المجتمع الى طبقتين متناحرتين , المستغلين ( الاسياد ) والمستغلين (الرقيق). ان السلسلة التاريخية ( اي سلسلة التفاعلات الاجتماعية المعقدة بين قوى الانتاج الجديدة وعلائق الانتاج البدائية المشاعية ) يمكن وصفها من زاوية تطور أدوات الانتاج والآثار التي أدت اليها بالشكل التالي :[1]   
تعليق محرر المدونة: 
وجود الالة هل ساهم في الاستغناء عن الرق والعبودية وهل فقدت البروتارية العمالية قوة ضغطها علي مالك الانتاج؟

 - المصدر السابق – (د. ابراهيم كبة)[1]

ظهور الطبقات وتفكك المشاعية البدائية

بحث لنيل الدكتوراه: عبد الرازق محمد صالح الساعدي


·        ظهور الطبقات وتفكك المشاعية البدائية :
منذ ظهور نظام العشيرة الابوية بدأت المشاعية بالتفكك والانحلال والسبب الرئيس لذلك هو ان علاقات الانتاج السائدة فيها من ملكية مشتركة وتوزيع متساوي, أخذت تعيق تطور قوى الانتاج الجديدة, خاصة بعد أكتشاف الحديد وصنع الادوات الحديدية.[1]
أن أرتفاع أنتاجية العمل أصبحت تسمح بالانتاج في الزراعة والرعي والمهن ضمن نطاق أجتماعي أضيق من المشاعية, أي ضمن نطاق الاسرة التي أصبحت الوحدة الاقتصادية الجديدة للمجتمع, وهكذا أنفسح المجال للعمل الخاص على نطاق الأسرة للتحول تدريجيا محل العمل المشاعي المشترك, والعمل الخاص أدى بالضرورة الى ظهور الملكية الخاصة لوسائل الانتاج, وهكذا نرى ان ظهور الملكية الخاصة كان مرتبطا مباشرة بالتقسيم الاجتماعي للعمل وتطور التبادل.[2]
بدأت الملكية الخاصة أولا بالماشية, فقد بدأ زعماء العشائر يتملكونها بعد ان كانت ملكية مشتركة للمشاعية, ثم امتدت الملكية الخاصة الى جميع أدوات الانتاج, وقد كانت الارض آخر مادخل في نطاق التملك الخاص, وكذلك اتخذت الماشية كسلعة اولى لتقييم التبادل أو بعبارة أخرى اتخذت كنقود.[3]
وبالنظر لان تطور قوى الانتاج أفسح المجال لظهور فائض في الانتاج يزيد عن الحاجة, ولان المصدر الوحيد لهذا الفائض هو العمل, , ارتفعت قيمة العمل ارتفاعا كبيرا مما أدى الى ضرورة عدم قتل أسرى الحرب والاكتفاء باستعبادهم او تسخيرهم في العمل الزراعي, ثم توسع نطاق العبودية أو الرق الى أفراد القبيلة وهكذا انتشر نظام الرق أو العبودية. وهكذا ظهرت فجوات الرفاهية بين الافراد اي الغني والفقير.


 - كان موركان ( المجتمع القديم 1877 بالانكليزية ) أول من عزا سيادة نظام الامومة وتحوله الى نظام الابوة لاسباب أقتصادية تتصل بنمو أدوات الانتاج بينما كان العلماء الذين سبقوه وخاصة باخاوفن ( حق الامومة 1861 بالالمانية ) يعزون الظاهرة لاسباب دينية أو لطبيعة العلاقات الزوجية.(د.أبراهيم كبة) [1]
 - المصدر السابق (د.أبراهيم كبة)[2]
 - نفس المصدر ( د. ابراهيم كبة )[3]

التنظيم الأجتماعي في المشاعية البدائية :



·        تقديط عبدرازق محمد صالح الساعدي 
 التنظيم الأجتماعي في المشاعية البدائية :
حالما تكون الاقتصاد البدائي, إنتظم المجتمع في وحدات عشائرية هي وحدات جماعية تربطها رابطة الدم, وهي أضيق نطاقا من حجم القبيلة وهذا الاصطلاح هو ترجمة لكلمة (Gens) اللاتينية, ويترجمها بعضهم بكلمة (بطن)[1] والبعض الآخر بكلمة قبيلة.[2] (عشيرية الانتاج )
وكان سبب اقتصار العمل المشترك على النطاق العشيري الضيق هو بدائية ادوات الانتاج وعدم كفايتها لتوسيع نطاق الحياة المشتركة فكان من الطبيعي ان تبدأ الجماعة أولا في نطاق روابط النسب والدم وان يكون تقسيم العمل تقسيما طبيعيا.
احتلت المرأة في الحياة العملية دورا بارزا في المرحلة الاولى من النظام العشيري بسبب شروط الحياة المادية نفسها, اذ كانت الزراعة والتدجين البدائي هما من أختصاص المرأة أهم من الصيد الذي كان يقوم به الرجل من الناحية الاقتصادية, لهذا لعبت المرأة دورا رئيسيا في المجتمع العشيري في البداية وأصبح النسل ينسب اليها من دون الرجل وهذا مايعرف بنظام العشيرة الامومية ((Matriarchal [3], الا ان تطور القوى المنتجة وظهور التدجين المتطور ( المراعي ) والزراعة المتطورة كزراعة الحبوب, أحل نظام العشيرة الابوية محل العشيرة الامومية وانتقلت السيادة في المشاعية البدائية الى الرجل واصبح النسب ينسب اليه, وبعبارة اخرى ان الثروات الجديدة أدت الى ثورة في نظام الاسرة حيث يستنتج فريدريك أنجلس من هذه الحقائق التاريخية (ان تحرير النساء لايمكن ان يتم الا اذا أتيح لهن الاسهام في الانتاج على نطاق إجتماعي واسع).[4] ( الامومة الانتاجية )

·        التقسيم الاجتماعي للعمل وبداية التبادل :
كان الانسان في بادئ الامر يعمل بمفرده لاشباع الحاجات والرغبات, ثم سرعان ماظهرت الحاجة الى التعاون متزامنا مع اكتشاف ادوات العمل ثم تطورها, وكانت في هذه الفترة ملكية وسائل الانتاج ملكية جماعية, ولم يكن هذا النمط يخلق فائض قيمة يتم الصراع عليه او استغلاله من قبل الاخرين, ثم ظهر تقسيم العمل عندما بدأ الناس يتجمعون في عشائر وكانت العشيرة الامومية هي الشكل السائد لان المرأة في هذه الفترة لعبت دورا اساسيا في الانتاج, ثم بعد ذلك انتقلت السيادة للرجال, ومع تطور الزراعة وتولي الرجال تربية الماشية ساهم التطور في وسائل الانتاج وظهور الزراعة ووجود تقسيم للعمل الى ظهور فائض انتاج, الى جانب ظهور أدوات الحياكة ووجود سلع ارتبطت باستخراج المعادن, الامر الذي أدى الى ظهور الملكية الفردية والتفاوت في تكوين الثروات, وبدأت عملية استثمار الانسان حيث تم تشغيل أسرى الحرب والفقراء في أعمال انتاجية تخلق فائض قيمة أجتماعي عمل على تراكم الثروة وظهر الانتاج من أجل المبادلة في شكل سلع وبضائع من أجل تحقيق ربح لا من أجل سد الحاجات أو الاستهلاك المباشر للافراد المنتجين.[5]
ثم بدأ نطاق التبادل يتسع مع ظهور تقسيمات اجتماعية أخرى للعمل بنتيجة تطور أدوات الانتاج فظهرت مهنة صنع الاواني الفخارية والحياكة اليدوية, ومع ظهور الحديد أمكن صنع الادوات والاسلحة الحديدية ( المحراث – والفأس – والسيف ) وبذلك تمهد الطريق لانقسام جديد هام في المجتمع هو التخصص الحرفي أو المهني داخل المشاعية نفسها مما أدى الى توسع نطاق المبادلات, ويلاحظ ان التبادل كان في البداية على أساس عشائري, اي كان يتم بين رؤوساء العشائر بأسم عشائرهم, ثم تحول ( بعد تملك الماشية ملكية خاصة ) الى تبادل بين الافراد. وقد كان هذا التحول تدريجيا الى ان أصبح التبادل الفردي هو الشكل الوحيد للتبادل.[6]


 - مجلة الثقافة الجديدة – العدد 64 – ص 27[1]
 - راشد البرواري – النظام الاشتراكي – الطبعة الاولى – دار النهضة – بيروت – 1985 – ص 12[2]
 - مصدر سابق – (د. ابراهيم كبة ). كون المراة انذاك تعتبر المصدر الوحيد في اشباع رغبات العائلة من اكل وتربية الاطفال وجمع النار-(الباحث)[3]
 - فريدريك أنجلس – أصل العائلة[4]
 - عصام شعبان حسن – مدخل لعلم الاقتصاد السياسي – مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار - 2008[5]
 - فريدريك أنجلس – أصل العائلة – ص 156[6]