النوبة والاقباط هم نوبة وفرد قبط بقط وهي الاتفاقية المعروفة في شمال السودان ولندخل الي تاريخ النوبة كما كتب في موقع الموسوعة الحر:
امة افقدت تاريخها امة النوبة
امة افقدت تاريخها امة النوبة
بلاد النوبه
بلاد النوبه او اثيوبيا السفلى بتمتد من شلال اسوان لحد مدينة مروى قرب الشلال الرابع. بلاد النوبه بتنقسم لقسمين : النوبه السفلى و النوبه العليا.
النوبه السفلى و هى الشماليه موقعها بين شلال اسوان و شلال وادى حلفا و بتتسمى بلاد الكنوز نسبه لقبيلة بنى الكنز. النوبه العليا و هى الجنوبيه فهى بين شلال وادى حلفا و الشلال الرابع و المنطقه دى بتشمل مديرية وادى حلفا و مديرية دُنقله ( دُنقلا و اتسمت كمان دُمقله ) التابعين للسودان. بلاد اثيوبيا العليا بتمتد من الشلال الرابع لغاية اقاصى بلاد الحبشه و بتشمل باقى مديريات السودان و بلاد الحبشه.
سكانها ليهم لغه خاصه لكن بيتكلمو كمان مصرى و سودانى. لهجات اللغه النوبيه بيمتد استعمالها من مصر لغاية الدبه فى السودان لكن ماعادتش لغه مكتوبه. صلة مصر بالنوبه بدئت من العصور القديمه. بنا فيها الفراعنه مدن و حصون و معابد لتأمين طرق التجاره للسودان و الطرق اللى بتوصل للمناجم فى الصحرا.
فى القرن التامن قبل الميلاد قامت فيها المملكه الكوشيه حوالين " نبتا " و غزت مصر حوالى سنة 720 قبل الميلاد و اسست الاسره الفرعونيه 25. اتراجع النوبيين للجنوب و عملو مدينة مروى عاصمه لمملكتهم فى سنة 300 قبل الميلاد ، و انتهت دولتهم على ايد مملكة اكسوم المسيحيه. ظهرت فى المنطقه كذا مملكه مسيحيه كان اهمها مملكة دنقله و بعد ظهور الاسلام انتشر فيها لكن النوبه ما اتأسلمتش الا فى القرن الاربعتاشر.
تاريخ الممالك المسيحيه فى بلاد النوبه فيها غموض بسبب قلة المصادر التاريخيه و المبالغات و القصص الخياليه. المؤرخ المونوفيزيتى يوحنا الأفسسى بيعتبر من أهم اللى كتبوا عن النوبه وقت تحولها للمسيحيه لكن غلب على كتابته التحمس لمذهبه اليعقوبى فى جو المنافسه اللى كان سايد بين انصار المذهب اليعقوبى و المذهب الملكانى لكن فيه مؤرخ تانى عاصره اسمه يوحنا البكلرى ذكر ان اهل مملكة معره اعتنقوا المسيحيه سنة 569. المؤرخ ساويرس ابن المقفع ذكر شوية معلومات فى كتابه " تاريخ البطاركه " عن علاقة الكنيسه المصريه بالنوبه و علاقة ملوك النوبه بحكام مصر.
مؤرخين مصر فى العصر المملوكى ذكروا معلومات مهمه عن النوبه و تابعوا تاريخها لغاية انهيار مملكة مقره. غير كده ، الرحالهالاوروبيين و منهم جون لويس بوركهارت ( 1784 - 1817 )كانوا هما كمان مصدر مهم للمعلومات عن بلاد النوبه و كتاباتهم بدئت من بداية القرن التمنتاشر و كتبو اوصاف و حطو رسومات مهمه فى كتبهم. فى العصر الحديث عمل الاثريين و منظمة اليونيسكوعمليات مسح و كشف عن الاثار النوبيه. . وسميت بلاد النوبة بهذا الاسم لأن في عهد الفراعنة كانت هذه المنطقة تحتوي على العديد من مناجم الذهب في منطقة وادي العلاقى ومنها اشتق اسم نوبي وهو اسم يطلق على سكان المنطقة
المحتويات
[تخبية]ممالك النوبه
النوبيين احترفو الزراعه النهريه بعد ماستقرو على ضفاف النيل ، لكن كانو متصلين بسكان المناطق الصحراويه فى الشرق و الغرب و اتلاقت كتابات بالنوبى القديم فى تلال ابو نجله شمال كردفان. لكن مش معروف بالظبط النوبيين جم منين لكن التشابه اللغوى بين لغات فى جبال النوبه ( جبل ميدوب ) فى اقصى الغرب و لغة النوبيين على ضفاف النيل ممكن يبينو انهم جم من الغرب و الجنوب الغربى. "هيزانا Aezanes " الملك الاكسومى كتب سنة 350 عن اللى سماهم " النوبه " فى مروى و ممكن تكون دى اشاره للنوبيين ، و قل كده الامبراطور الرومانى دقلديانوس لم فى سنة 297 من صحرة مصر الغربيه ناس كانو معروفين باسم " نوبات " لحماية الحدود الجنوبيه لامبراطوريته عند اسوان ضد غارات " البليميين " اللى فى الأرجح كانو " البجه " اللى سكنو جبال البحر الاحمر.
على انقاض ممكلة " مروى " قامت 3 ممالك نوبيه اتذكرت تاريخياً لأول مره عن طريق المؤرخ الشامى يوحنا الأفسسى ضمن كلامه عن الحركه التبشيريه المسيحيه فى القرن الساتت. فى الشمال قامت مملكة " نوبات Nobatae " و كان موقعها من الشلال الاول للشلال التالت و عاصمتها كنت " فرس ". فى جنوبها قامت مملكة " مقره " و كانت بتمتد لغاية مكان اسمه العربى " ايواب " و بيعتقد انه قرب " كبشويه " و عاصمتها كانت " دنقلا ". المملكه التالته كانت مملكة " علوه " و دى كانت قرب الخرطوم و عاصمتها كانت " سوبا ".
الروايات التاريخيه بتجمع على ان المسيحيه دخلت بلاد النوبه عن طريق مصر و انها دخلتها بدرى قبل البعثات التبشيريه الرسميه فى نص القرن الساتت ، و بيتقال انها دخلت على ايدين مبشرين مصريين فى القرن الاول و القرن التانى الميلادى. المسيحيين المصريين لجأو للنوبه تحت ضغوط الإضطهادات يه من عصر قلديانوس ، و الخلاف المذهبى اللى حصل بعد ما اعتنق البيزنطيينالمسيحيه سبب اضطهادات جديده للمسيحيين المصريين اللى هربت منهم اعداد لجنوب مصر و الواحه الخارجه و دى مناطق كانت بتتعرض لهجمات النوبيين. فى القرن الرابع او الخامس هاجم النوبيين الأديره المصريه ، غير كده كانت فيه كمان علاقات تجاريه بين الأقباط الهربانين و النوبيين ، و بكده عن طريق الهجمات و العلاقات التجاريه اتعرف النوبيين على المسيحيه. بيعتقد ان " سلكو Silko " كان اول ملك مسيحى فى بلاد النوبه السفلى.
المسيحيه بقت الدين الرسمى للسودان الشمالى سنة 580 لكن مش معروف بالظبط الممالك النوبيه كانت على المذهب اليعقوبى المصرى و لا الملكانى البيزنطى لكن فيه شواهد تاريخيه و لغويه و فنيه بتوضح ان المذهب المونوفيزيقى هو اللى كان سايد لكن فيه شواهد تانيه مدونه بتبين ان ممالك النوبه و علوه كانو على المذهب اليعقوبى و مملكة مقره و النوبيين الرحل بتوع قرامنتس Garamantes كانو على المذهب الملكانى. النوبه فيها مخلفات مسيحيه لكنايس متبعتره مابين الحود المصريه لجبل سقدى قرب سنار فى الجنوب و كلها اطلال كنايس صغيره على طراز الباسليكا البيزنطى. الزخارف كانت مقصوره على الرسوم و النقوش الدينيه و فى الأغلب الحيطان الجوانيه كان مرسوم عليها رسومات دينيه ، و اتعثر فى كنيسة فرس على رسومات جميله بتتسم بالطابع البيزنطى.
اللغه النوبيه فى اخر القرن العاشر كانت بتتكتب و هى " النوبيه القديمه " و كانت ليها علاقه باللغه المحسيه الحديثه اللى بيتكلموها سكان المنطقه مابين الشلال التانى و ابو فاطمه عند الشلال التالت. الحروف المستخدمه كانت الحروف اليونانى بالشكل القبطى و كان فيها 3 حروف نوبيه من المحتمل انها اتاخدت من رموز المرويه للأصوات المش موجوده فى اليونانى و القبطى. اتكتبت باللغه دى نصوص دينيهو ده بيوضح ان اللغه النوبيه خدت مكان اليونانى كلغه كنسيه فى نهاية القرن العاشر. اللغه القبطى كانت مستعمله لكن فى الأرجح كانت قاصره على الأقباط اللاجئين من مصر إكمن استعمالها ان نادر بإستثناء فى دير الغزالى اللى شواهد الترب فيه مكتوب عليها القبطى فجايز الدير كان بتاع رهبان أقباط هربانين من مصر. اليونانى فضل متواجد فى بلاد النوبه لحد سنة 1180.
من التبشير لسقوط الممالك
ممكن تقسيم المراحل اللى مرت بيها بلاد النوبه من فترة التبشير المسيحى لحد اضمحلالها على تلت مراحل رئيسيه ، هى :
- العصر المسيحى المبكر من نص القرن الساتت لحوالى نص القرن التاسع ، و ده كان عصر انتقالى قلدت فيه النوبه انجازات الحضارات اللى جنبيها.
- عصر الرخاء و الازدهار من حوالى نص القرن التاسع لحوالى نص القرن الاتناشر ، و ده عصر اتميز بالاستقرار و الاستقلال و ازدهر فيه البنا و الفنون بتاثيرات خارجيه من مصر بالذات.
- العصر المسيحى المتأخر و ده عصر الاضمحلال من حوالى نص القرن اتناشر لغاية سقوط اخر ممالك النوبه فى نص القرن الاربعتاشر و فيه انعزلت الحضاره النوبيه و قامت صراعات داخليه و حصل تسلط خارجى.
الغزو العربى
بعد غزو العرب لمصر سنة 640 دخلت قبايل عربيه مصر بتشجيع من الحكام العرب و منها قبايل راحت على النوبه. العرب حاولو غزو النوبه فى عهد عمرو بن العاص لكن فشلو. اول هجوم شنه العرب على النوبه كان سنة 640 لكن الهجمات دى كانت غارات سلب و نهب مش للغزو و الاحتلال ، لكن واليهم على مصر عبد الله بن أبى سرح نجح سنة 651-652 فى الوصول لعاصمة النوبه لكن العرب ماحتلوش المنطقه بسبب قلة قيمتها الاقتصاديه النسبيه و بسبب المقاومه النوبيه اللى استماتت فى الدفاع عن النوبه ، على عكس المصريين اللى فيه منهم ساعدو العرب ضد البيزنطيين بسب كرههم ليهم. بيقول المقريزى ان العرب وصلو لحد دنقلا و ضربو كنيستها الرئيسيه بالمنجنيق و دمروها و طلب الملك قليدروث Kalidruth وقف القتال فاتعملت اتفاقيه على اساس انه يدى العرب كل سنه 365 من الرقيق فى مقابل انهم يدوه حبوب و غلال و غيرها من مصر. المعاهده دى اتعرفت باسم " بقط ". فضل العرب يحكمو مصر لغاية ماخلصت منهم عن طريق احمد بن طولون مؤسس الدوله الطولونيه المستقله سنة 877 و من يوميها ماحكمش العرب مصر تانى غير فتره قصيره بعد ماهاجمو مدينة القطائع عاصمة الدوله الطولونيه بقيادة محمد بن سليمان قائد الخليفه العباسى المكتفى بالله و عملو فظايع تشيب منها الولدان و خربوها و دمروها.
العصر الفاطمى و الأيوبى
فى نص القرن العاشر اتوترت العلاقات مابين مصر و النوبه و غزا النوبيين مصر سنة 962 فى عصر الدوله الإخشيديه بعد ما استغلو الفوضى و الاضطرابات اللى كانت سايده فى مصر وقتها و اتوغلو جوه مصر لحد مدينة أخميم و سيطرو على الصعيد لغاية شمال ادفو و فضلو محتلين الصعيد لفتره بعد بداية الحكم الفاطمى سنة 969 لكن العلاقات كانت مستقره و كويسه و كان ملك النوبه بيعتبر المدافع عن بطريرك اسكندريه و حاميه. فى الفتره دى من اخر القرن العاشر و القرن الحداشر وصلت دولة النوبه لأعلى درجات مجدها و قوتها لكن بعد كده ابتدت مصر تستقر و تقوى و تضغط عليها.
فى سنة 1171 مع نهاية الحكم الفاطمى و هى فتره ممكن بالنسبه للنوبه تتسمى " العصر المسيحى المتأخر " هجم النوبيين على اسوان و اتقدموا فى مصر العليا. فبعتلهم سلطان مصر الجديد صلاح الدين الأيوبى جيش بقيادة اخوه شمس الدين توران شاه فغلبهم و اجبرهم على التقهقر للجنوب لغاية قصر أبريم اللى هاجمها و وقعت فى ايده و حط فيها حاميه تحت قومندية ابراهيم الكردى و حول كنيسة العدرا مريم لجامع و اسر اعداد كبيره من النوبيين فهديت الاوضاع و فضلت هاديه لحوالى قرن. حملة صلاح الدين دى جايز كانت رد على تأييد النوبيين للفاطميين. سياسة الأيوبيين بخصوص النوبه قطعت الاتصالات مابين النوبه و شواطىء البحر المتوسط و بالتالى اتحرمت النوبه من التبادل الثقافى و عمل علاقات مع كنايس سواحل البحر المتوسط.
فى العصر المملوكى
فى عصر الدوله المملوكيه داود ملك دنقله اللى استولى على الحكم من الوريث الشرعى ابن اخت ابوه الملك " شكنده Shekanda " ( او شكندا او مشكذ او مرقشنكز ) سنة 1272 انتهز فرصة انشغال سلطان مصر الظاهر بيبرس فى كيليكيا ( ارمينيا الصغرى ) فهجم على اسوان و اسر اعداد من المصريين و شن غاره على مينا عيذاب على البحر الاحمر و اعتدى على الناس هناك و بقى بيهدد مصالح مصر التجاريه. الملك المخلوع شكنده راح على مصر و طلب من الظاهر بيبرس مساعدته ضد قريبه داود مغتصب عرشه فبعت بيبرس على النوبه حمله كبيره بقوماندية الاميرين شمس الدين أقسنقر الفارقانى و عز الدين الأفرم فى سنة 1276 لترجيع شكنده للحكم و تسليمه كل الأراضى النوبيه اللى استردت من داود اللى هرب على مملكة الأبواب فى علوه بعد ماهاجم عسكر مصر قلعة الدر و فضلت الحمله تتوغل فى النوبه لغاية ما سيطرت على كل حاجه و رجعت الملك شكنده لعرشه. اتعمل اتفاق مع شكنده انه لازم يطيع سلطان مصر و يبعتله هدايا و عبيد و جوارى وجمال و بقر و ان نص دخل النوبه يكون للملك الظاهر و انه يصادر ثروات الملك داود و يبعتها لمصر و انه يدفع كل سنه دينار على كل بالغ من رعاياه مقابل غله و حبوب من مصر. بعد شويه داود المتمرد الهربان اسره ملك علوه و بعته مربوط على القاهره فإتسجن فى قلعة الجبل و فضل مسجون لحد وفاته. بكده نجح الظاهر بيبرس فى السيطره على النوبه و بقت مصر مسيطره على المنطقه مابين أقصى بلاد النوبه لغاية شط الفرات. موقف ملك علوه من داود بيوضح ضعف العلاقات ما بين النوبه العليا و النوبه السفلى و لأى درجه وصل الصراع مابين الطرفين و ان العوامل الداخليه هى كمان كانت من عوامل انهيار الممالك النوبيه.
فى سنة 1288 فى عهد السلطان قلاوون فى مصر اتنصب " سمامون Semamun " ملك على بلاد النوبه بمشاركة امير مصرى لكن بعد ست سنين انسحب الجيش المصرى من النوبه فإتمرد سمامون و استحوذ على الحكم و اعتدى على سنجر المقدسى رسول السلطان قلاوون لملك الأبواب فى علوه فإضطر الجيش المصرى يرجع تانى و هرب سمامون.
نهاية ممالك النوبه
فى القرن الأربعتاشر اتدهورت الأحوال فى منطقة دنقله و انهزم اخر ملوك مملكة دنقله " كودانبيس Kudanbes " سنة 1323 و انتهت الدوله المسيحيه و بقت النوبه مفتوحه بالكامل للأسلمه و انتشر فيها الاسلام بسرعه و بقت تحت سيطرة مصريه كامله. و فى القرن الستاشر جنوب النوبه بقت تحت سيطرة مملكة سينار و شمال النوبه تحت سيطره مصر. فى عهد محمد على باشا فى القرن التسعتاشر كل النوبه بقت تحت سيطرة مصر لغاية ما الانجليز عملوا لعبة الحكم الثنائى للسودان ( اتفاقية السودان (1899) ) اللى فى واقع الامر أخضعت السودان للإستعمار البريطانى و بقى حاكم عموم السودان البريطانى هو الحاكم الفعلى للسودان.
بعد ثورة 23 يوليه 1952 انفصلت السودان عن مصر رسمياً و اتبنى السد العالى و اتكونت بحيرة ناصر ورا السد فى مناطق النوبه فتم تهجير النوبيين المصريين لمناطق تانيه فى شمال السد العالى. رغم ان نوبيين مصر ليهم عاداتهم و تقاليدهم و حتى لغه خاصه لكن مندمجين فى الحياه المصريه و بيعيشوا فى كل نواحى مصر كمصريين عاديين و منهم كتاب و فنانين و مغنيين مشاهير اثرو الحياه الفنيه المصريه بتراثهم العريق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق