1- المشاعية الريفية, حيث تتميز بمشاعة الارض اي ملكيتها العامة والاستثمارات
الفلاحية الصغيرة, والاستثمار العائلي لا الفردي والملكية الفردية لادوات الانتاج,
ولقد بقيت هذه المرحلة الانتقالية ملازمة لدول الشرق القديم حتى في أوج نظامها
العبودي, ولكن المشاعية قد تحولت الى مؤسسة عبودية اي استخدمتها الدولة العبودية
الاستبدادية الشرقية لاسناد النظام العبودي, بسبب الضرورة المطلقة لصيانة مشاريع
الري الكبرى التي لم يكن من الممكن تركها للعمل الفردي اي لملاك العبيد الخاصين,
وهذا هو السبب الحقيقي في جميع السمات الخاصة ( النوعية ) للعبودية الشرقية (ملكية
الدولة للارض والعبيد, والاحتفاظ بالمشاعيات الفلاحية, مركزية السلطة السياسية).[1]
2- توسع نظام العبودية على حساب نظام المشاعيات الفلاحية حيث تحول الاخير في
الشرق القديم الى نظام انتاج ثانوي يخدم اهداف النظام الاول, حتى اختفى نهائيا في
العبودية المتطورة لدى اليونان وروما الغربية على الاخص.[2]
لقد كانت اهم مصادر العبودية
الاساسية اولا.. أسرى الحرب وثانيا .. تجريد المشاعيين من وسائل الانتاج وخاصة
الارض وثالثا .. الربا والتجارة بالنقود ورابعا .. التجارة بالعبيد.
ونتيجة لطابع الاكراه السافر في
نمط الانتاج العبودي الامر الذي أدى الى تعرض قوة العمل العبودية للفناء السريع,
من هنا حاجة المجتمعات العبودية الى افواج
من العبيد قوة الانتاج الاساسية في النظام. لذا اصبحت سمة النظام العبودي هي الحرب
لغرض الحصول على الاسرى لاستعبادهم. ومن نتائج ذالك زيادة عدد العبيد زيادة كبيرة
في المجتمعات العبودية المتطورة, ففي أثينا كان يوجد في عامى 309 ق.م 21000 مواطن
من الاحرار مقابل 40000 من العبيد, وفي روما كان يوجد في عام 204 ق.م 214000 من
المواطنين الاحرار مقابل عشرين مليون من السكان اغلبيتهم الساحقة من العبيد.[3]
أما مايتعلق بسقود النظام
العبودي, عالجت المؤرخة السوفياتية ( ايلينا شتايزمان ) عدة نقاط في هذا الموضوع
ويمكن تلخيص أهم النقاط الواردة في دراستها بما يلي:[4]
1- ان سقوط العبودية لم يتم بالطرق السلمية عكس ماتذهب اليه بعض المدارس
الاكاديمية البرجوازية. ومنها ان السقوط لم يتم فجأة بل استغرق مرحلة تاريخية
طويلة. نتيجة الصراعات بين الفقر والغنى, اي صراعات من أجل تحقيق الرفاهية
2- تعدد وتداخل عوامل سقوط العبودية ( انتفاضات العبيد والكولون, والغزوات
الاجنبية ... الخ ) وعدم حدوث ثورات اجتماعية وسياسية, كما حدث بالنسبة للثورات
البرجوازية, وعدم الغاء العبودية بتشريعات محددة التاريخ كما حصل لالغاء القنانة.
3- ضعف الكفاح الطبقي بين الطبقة المالكة الجديدة شبه الاقطاعية والطبقة
المالكة القديمة ( العبودية ) لاتفاق مصالحهما في كثير من الاحيان في اضطهاد
الجماهير المنتجة مما ساعد على بطء عملية التحول من العبودية الى الاقطاع وبقاء
مخلفات العبودية في قوانين الاقطاع.[5]
4- انتهت انتفاضة العبيد ضد مستثمريهم في النظام العبودي بتحطيم كلا الطرفين
المتصارعين.[6] أما
الطبقات الناشئة وخاصة طبقة كبار ملاكي الارض والمزارعين المستقلين الذي اتفقت
مصالحهم في اقامة علاقات استثمارية جديدة أكثر تقدمية في القطاع الزراعي, ويبدوا
ان الطبقة الطليعة في فترة التحول من العبودية الى الاقطاع كانت ( الارستقراطية
المالكة للارض ) الآخذة في التحول الى الاقطاع, وان الحركات التقدمية كانت تمثل في
جميع الحركات التي سرعت في عملية التحويل.[7]