الدكتور عبدالله حسن البشير شقيق الرئيس السوداني في حوار شامل وصريح : مواقف القيادة القطرية تجاه القضايا الدولية تبعث على الفخر والاعتزاز
الشرق القطرية :الخدمات الطبية في السودان شهدت تطوراً بعد جلب المعدات الحديثة لكنها لازالت دون المستوى المطلوب
مستشفى القوات المسلحة بعد توقف القتال سيركز على جراحة القلب وزراعة الأعضاء
عودة الأطباء المهاجرين ساعدت في توطين العلاج بالداخل
قيام مستشفى المغتربين فكرة صائبة نتمنى أن ترى النور
عمرالبشير هو الوحيد من بين أخوته الذي لايملك منزلاً حتى الآن
في الحوار الخاص الذي تنفرد به الشرق مع شقيق الرئيس السوداني عمر حسن البشير والذي تحدث فيه بعقل وقلب مفتوحين وبمنتهى الصراحة والوضوح عن الملف الصحي في السودان باعتباره من كبار الاستشاريين في المستشفى العسكري والمسؤول عن مؤسسة رفيدة الصحية وأمين أمانة الإستثمار بالصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية.
إنه الدكتور عبدالله حسن احمد البشير شقيق الرئيس السوداني عمر حسن احمد البشير الذي حدثنا عن علاقة الأسرة بالرئيس قبل وبعد وخلال تسلمه لمقاليد الحكم في السودان منذ العام 1989.
الشرق جعلت الحوار من شقين: الشق الأول عام حول الملف الصحي في السودان والشق الثاني يتناول الملف الشخصي الخاص بأسرة البشير حاولنا من خلاله طرح أسئلة بديهية تتقافز إلى ذهن أي شخص يلتقي بشقيق لرئيس عربي لكنه قد يجد حرجاً في طرحها وهذا ماقمنا به بالانابة عن قرائنا الأفاضل.
في البداية طرحت الشرق محاور النقاش على الضيف واضعة في الحسبان أنه سيستبعد بعضاً منها خاصة مايتعلق بالمسار الشخصي التي قد تسبب حرجاً له لكن الشرق فوجئت بالرجل وقد تهللت أساريره وبدت عليه علامات الارتياح للحوار فإلى مضابطه.
من خلال عملكم في المجال الطبي ألا تشعرون بعدم الرضا لسير الخدمات الصحية التي تقدم للمواطنين؟
ـ أتفق معك في أنها لازالت دون المستوى المطلوب وهناك نقص في كثير من المعدات والكوادر خاصة في الولايات الاخرى إذا استبعدنا ولاية الخرطوم لكن هناك جهوداً كبيرة تبذل الآن لتوفير وتوطين العلاج بالداخل وتمثلت هذه الجهود في شراء المعدات الطبية الحديثة بصكوك صادرة من وزارة المالية الاتحادية وبإشراف وزارة الصحة الاتحادية حيث نفذت المرحلة الاولى والثانية بقيمة 35 مليون دولار وقد روعي في توزيع الأجهزة على المستشفيات لحاجة الماسة والتي تتفاوت من مستشفى لأخرى، هذا الجهد انعكس بصورة إيجابية على الخدمات الصحية يضاف إلى هذا الجهد مايقوم به الصندوق القومي للتأمين الصحي والذي يغطي الآن أكثر من 5 مليون مواطن كما أن مستشفيات القوات المسلحة والشرطة تشهد الآن تحسناً ملحوظاً في خدماتها الصحية.
مستشفى السلاح الطبي بأم درمان كان يعج بالمصابين إبان فترة الاقتتال في مناطق العمليات، الآن وبعد توقف القتال ماهو دور هذا المستشفى؟
ـ دور مستشفى القوات المسلحة بأم درمان سيكون دوره في الفترة القادمة تقديم الخدمات الطبية المتخصصة ذات المستوى العالي في مجال أمراض وجراحة القلب وزراعة الأعضاء وتوفير معدات التشخيص المختلفة بهدف المساعدة على توطين العلاج بالداخل.
هل تعتقد أن عودة بعض الأطباء الاستشاريين للعمل داخل السودان ساعدت في توطين العلاج بالداخل؟
ـ الهجرة المعاكسة لداخل السودان من قبل بعض الكفاءات السودانية المتخصصة في المجال الطبي أثرت الساحة العلاجية بما لديها من كفاءات علمية وخبرات عملية وعلاقات دولية وساهمت بقدر كبير في تقليل نسبة من يقصدون العلاج خارج السودان خاصة بعد توافر البيئة الصالحة للعمل في بعض المستشفيات والمتمثلة في استيراد الأجهزة الطبية والكوادر المساعدة المتخصصة، وبالتالي فإن عودة الأطباء إلى السودان لاقت ترحيباً واسعاً في أوساط المجتمع السوداني وعلى سبيل المثال الأطباء العاملون الآن في مستشفى ساهرون ومستشفى الرباط الجامعي التابع للشرطة.
ماذا عن فكرة إنشاء مستشفى باسم المغتربين؟
ـ فكرة قيام مستشفى باسم المغتربين فكرة قديمة لاتقل أهمية عن فكرة قيام جامعة للمغتربين وهناك مبادرات من عدد من الأطباء السودانيين المغتربين لإنشاء مستشفى تخصصي نتمنى أن يرى النور قريباً.
باعتبارك من القادة العسكريين هل تعتقد أن القوات المسلحة السودانية مسيسة أم تقف على الحياد؟
ـ القوات المسلحة السودانية مؤسسة قومية لامجال فيها لممارسة السياسة فأفرادها يؤدون الولاء لحماية الوطن وليس ولاؤهم لأحد فإذا دخل الجيش معترك السياسة فعلى الدنيا السلام.
بصفتكم الشخصية كشقيق للرئيس السوداني عمر حسن البشير ونظراً لقربك منه هل حاولت توظيف هذه العلاقة لما يخدم صحة المجتمع؟
ـ نعم نحن أشقاء الرئيس ليست لنا مناصب رسمية غير الوظائف التي نشغلها في الدولة لكننا نضطلع بدور مهم في هذا الإطار وكثيراً مانعكس للأخ الرئيس مايجري في أوساط المجتمع لأشياء قد تكون خافية عليه نعكس فيها نبض الشارع دون إملاءات أو تدخلات منا في القرارات وأنا بدوري وبحكم عملي في المجال الطبي أوظف علاقتي في تسهيل إجراءات العلاج بالداخل أو بالخارج لبعض الحالات الإنسانية غير المقتدرة.
هل من نبذة سريعة لعائلة الرئيس عمر البشير؟
ـ أسرة البشير تنتمي لقبيلة الجعليين والمنحدرة من منطقة حوش بانقا بولاية نهر النيل ومنطقة صراصر بالجزيرة والدنا حسن أحمد البشير له الرحمة كان يعمل كاتباً في معمل ألبان كافوري بمدينة كوبر حيث منزل العائلة وتتكون عائلتنا من شقيقي المرحوم احمد البشيرالذي كان معلماً، ثم عمر البشير يليه محمد البشيراستاذ جامعي ثم شخصي الطبيب المتخرج من كلية الطب والجراحة جامعة اسكندرية والحائز على شهادة الدكتوراه في الجراحة من جامعة الخرطوم والحائز على زمالة الجراحين الملكية بانجلترا والاستشاري في الجراحة العامة بالمستشفى العسكري بأم درمان والأمين العام لمؤسسة رفيدة الصحية لمكافحة الايدز وأمين أمانة الإستثمار بالصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية كنت مغترباً بالسعودية لمدة عشر سنوات، ثم يليني د. صديق البشير استشاري الأمراض الباطنية بانجلترا حيث لازال يعمل هناك، ثم الشهيد عثمان البشير الذي لبى نداء الواجب في جنوب السودان، ثم علي البشير مهندس بترول، وأخيراً العباس البشير خريج علوم إدارية من جامعة الخرطوم، ولنا من البنات أربع أخوات آمنة وزينب وصفية وأسماء.
هل كنتم تتوقعون قيام شقيقكم عمر بالانقلاب وهل كنتم ستوافقونه لو أباح لكم بذلك؟
ـ لم نكن نتوقع قيام الأخ عمر بأي انقلاب لكننا كنا نتمنى أن يتصدى الجيش لإنقاذ السودان من الفوضى السياسية وحالة الفلتان الأمني في الجنوب والشمال ولوقف تساقط المدن السودانية في أيدي المتمردين في ذلك الوقت، وعندما علمنا بأن منفذ الإنقلاب هو الأخ عمر أشفقنا عليه في بداية الأمر لكننا في ذات الوقت سعدنا بتصديه للمسؤولية لعلمنا أنه أهل لذلك ولأننا نحسبه من الأخيار إلى جانب تمتعه بالذكاء والوقاد والحكمة والقدرات العالية وقد استبان ذلك جلياً للعيان الآن والحمد لله من قبل ومن بعد ونسأل الله له التوفيق والسداد.
صف لنا مشاعرك عندما يشار إليك بالبنان كشقيق للرئيس السوداني؟
ـ أن تكون شقيقاً للرئيس في بلد كالسودان فإن هذا يعني المزيد من الأعباء والمعاناة فكل صاحب حاجة يتوقع منك وبحكم علاقتك بالرئيس أن تقضي له حاجته وأنت لا تملك مالاً ولا سلطة.
أنت لواء في الجيش وأمين عام لمؤسسة خيرية صحية وأمين أمانة الإستثمار بالصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية، لو لم تكن شقيق الرئيس عمر البشير هل كنت ستنال هذه الحظوة؟
ـ يا أخي هذه ليست حظوة وإنما تكليف ثقيل على النفس وقد التحقت بالقوات المسلحة حديثاً في العام 1998 بعد التخصص في الجراحة العامة وهذا أيضاً من باب التكليف وليس التشريف.
عمر البشير هل تتعامل معه الأسرة كرئيس أم كفرد عادي من أفراد الأسرة يراحم ويواصل ويوادد؟
ـ الأخ عمر بحمد الله لم يتغير أبداً رغم تسلمه لسدة الحكم سنينا عددا فهو عمر البسيط المتواضع نجده أمامنا في جميع المناسبات في الأفراح والأتراح مما يسبب لنا حرجاً كبيراً حتى أهل الحي الذي كان يعيش بينهم وهو حي كوبر فإنه لايعتذر لهم أبداً عن الحضور لأي واجب بل يسبقنا لتقديم الواجب بالرغم من مشغولياته.
نعلم أن الرئيس عمر البشير يسكن في منزل حكومي أليس له منزل مستقل يسكن فيه؟
ـ الأخ عمر هو الوحيد من بين أخوته لايملك منزلاً مستقلاً حتى الآن بالرغم من محاولاته الكثيرة لبناء مسكن له لكنه يضطر لبيعه قبل اكتماله لعدم توفر المال لإكماله ونرجو له هذه المرة أن تصمد محاولته الأخيرة لبناء منزله في حي كافوري بكوبر بالخرطوم بحري.
الدكتور. عبدالله حسن البشير الذي مثل مؤسسة رفيدة الصحية لمكافحة الايدز شارك في أعمال ملتقى جمعيات المجتمع المدني الذي انعقد في الدوحة الاسبوع الماضي، اختتم حديثه معنا بالاشادة بالطفرة الشاملة التي تشهدها دولة قطر وأبت نفسه إلا أن يهنئ قطر حكومة وشعباً في إبراز قيادتها الرشيدة للوجه العربي والدولي المشرق على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية معتبراً أن ما قامت به قطر يصب في مصلحة شعبها وكافة الشعوب المحبة للسلام والتقدم والرفاهية متمنياً للعلاقة الحميمة بين قطر والسودان دوام التقدم والازدهار.
رجوع